الموت في سبيل الله
ارتباط :
-ويرتبط بالجهاد ارتباطاً لا يقبل التجزئة ولا التفرقة الموت في سبيل الله .... فحب الموت في سبيل الله يدفع إلى الجهاد، ويحمى وطيس القتال، ويدفع الوهن الذي أصاب الأمة بعد أن كرهت الموت وأحبت الحياة !
فضل الموت في سبيل الله
-{ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين }
{ ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون }
وفي الحديث :( يغفر الله للشهيد كل شيء إلا الدين )
وعن أبى قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فيهم فذكر أن الجهاد في سبيل الله والإيمان أفضل الأعمال فقام رجل فقال: يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عنى خطاياي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نعم، إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدَّين فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك ) .
وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رجل أين أنا يا رسول الله إن قتلت ؟ قال: في الجنة ) فألقى تمرات كن في يده ثم قاتل حتى قتل .
ويوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أرواح إخوانكم في حواصل طير خضر تسرح حيث شاءت ترد أنهارها وتأكل ثمارها ثم تأوي إلى قناديل من ذهب معلقة تحت العرش ) اقرءوا إن شئتم { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
وفي الحديث ( إن للشهيد عند ربه سبع خصال: يغفر له في أول دفقة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلية الإيمان، ويزوج اثنتين وسبعين من الحور العين ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن يوم الفزع الأكبر ، ويوضع فوق رأسه تاج الوقار الياقوتة فيه خير من الدنيا وما فيها ، ويشفع في سبعين إنساناً من أهل بيته )
الموت.... لماذا ؟
- احرص على الموت توهب لك الحياة .... وصدق الصديق رضي الله عنه ... حقاً : الحرص على الموت ... يدفع الوهن ... كما تقدم ... ويهب الحياة كما هو معلوم .
يهب الحياة للأمة في مجموعها .... ليست أي حياة ... شأن الحريصين عليها ، إن الحرص على الحياة ... يورث الوهن ، ويجعلها ذليلة ... ولذا كان قول الله في اليهود { ولتجدنهم أحرص الناس على حياة } وجاءت ( حياة ) منكرة دليلاً على أنها أية حياة ، وإن الحرص على الموت ... “ يهب الحياة “ معرفة لأنها حياة كريمة عزيزة ! .
- وهذا ما رأيناه ماثلاً في تاريخ أمتنا الإسلامية :
يوم كانت حريصة على الموت ... وهبت الحياة الكريمة العزيزة، وملكت نصف الدنيا في نصف قرن ... ويوم كانت حريصة على حياة أية حياة ... تجرعت حياة الذل مهينة ، ولم تنل منها إلا ما كتب لها .
هذه في الدنيا .
- وفي الآخرة ما قدمناه ... ( ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) بل من هذه أعلى الدرجات كما تقدم في الحديث: ( أعد للمجاهدين في سبيل الله مائة درجة ما بين الدرجة والأخرى كما بين السماء والأرض - ونضيف إليه - .... وما لا يناله بعد الأنبياء و الصديقين إلا الشهداء .
{ و الشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم } ، { فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين و الشهداء و الصالحين وحسن أولئك رفيقاً } .
للشهيد عند ربه سبع خصال: ( أولها مغفرة وآخرها شفاعة ) .
بتصرف من كتاب المبادئ الخمسة –للمستشار الدكتور علي جريشة رحمه الله.