الجهاد.. لماذا ؟
في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: دُلني على عمل يعدل الجهاد، قال: (لا أجده)، قال: (هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك، فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر ؟) قال: ومن يستطيع ذلك ؟) إنه كما جاء في حديث آخر أنه ( ذروة سنام الإسلام ) فتعالوا لنرى كيف تتربى وتعيش على حب الجهاد .
- ما فطرت النفس على الرغبة والرهبة.... فالرغبة يثيرها الوعد، و الرهبة يثيرها الوعيد ... والنفس التي تتردد بين الرغبة والرهبة ، ومن ثمَّ تحتاج إلى الوعد و الوعيد ...{ ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها } .
ولذا كان خطاب رب العالمين يمس الفطرتين معاً { نبئ عبادي أنى أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم } وكانت الآخرة متضمنة { جنة عرضها السموات والأرض } ، وفي الوقت نفسه متضمنة { ناراً وقودها الناس و الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } .
وكان مما فطر الناس عليه وتعارفوا أن يجعلوا في الدنيا كذلك الجزاء بنوعيه : الثواب و العقاب .
وكان من تطبيق ذلك على مستوى الأفراد تقرير العقوبات : حدوداً وقصاصاً وتعازير ...
وكان من تطبيق ذلك على مستوى الأمم ما نسميه نحن بالجهاد وما يسمونه بالحروب .
وفي مجال القانون الدولي يعدون الحرب جزاء على مخالفة القانون الدولي .
وفي مجال الشريعة الإسلامية... فإن الجهاد شرع دفاعاً عن شرع الله وإزالة للعقبات من طريق دعوة الله .
أنواع الجهاد
و الجهاد فرض عين لإقامة شرع الله { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله } وهو كذلك فرض عين للدفاع عن دار الإسلام أو لاسترداد ما ضاع منها ، لكنه من وراء ذلك فرض كفاية إذا أريد فتح ديار جديدة لكسبها للإسلام .
ثواب الجهاد
وذكر الجهاد جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم جاء بلفظ الجهاد { وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله } كما جاء بلفظ القتال { كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون } .
{ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل و القرآن ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم }
{ ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله و المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً } .
إن رجلاً قال : يا رسول الله : دلني على عمل يعدل الجهاد ، قال :( لا أجده ) ثم قال : ( هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر ، وتصوم ولا تفطر ؟ فقال : ومن يستطيع ذلك .
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :( إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ) .
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ، ولا يجتمع على عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم ) .
وعن أبى موسى أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم و الرجل يقاتل للذكر ، و الرجل يقاتل ليرى مكانه ، وفي رواية يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ، وفي رواية يقاتل غضباً ، فمن في سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) .
نحن و الجهاد :
إذا كان هذا كله ...
وكان العالم الإسلامي قد عطل فيه شرع الله ، ومزقت أمته في الأرض أمماً وأزيلت من الأرض دولة الإسلام، وأخذت من أرضه أجزاء عزيزة يحتلها أعداء الإسلام... فهل بقى شك في أن الجهاد اليوم فرض عين ؟
وهل من سبيل لدفع هذا الشر كله ولجلب الخير كله إلا بالجهاد ؟ أو لسنا في الزمن الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها ، قيل : يا رسول الله فمن قلة يومئذٍ ؟ قال : لا إنكم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، قد دب الوهن في قلوبكم ونزع الرعب من قلوب عدوكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت ) أو لسنا بحاجة إلى حب الموت وكراهية الدنيا .... ليعود ما افتقدناه ولن نخسر شيئاً إلا ما كتب علينا ؟!
لذا ... وجب علينا أن يكون الشعار في القلب وفي العمل : الجهاد سبيلنا .
– بتصرف من كتاب المباديء الخمسة – للمستشار الدكتور علي جريشة