عائشة عبد الله

 مكانة المرأة في الإسلام من المواضيع المهمة التي تناولتها العديد من الحركات الإسلامية، ومنها جماعة "الإخوان المسلمون". والمرأة في فكر الإخوان المسلمين تعتبر ركيزة أساسية في بناء المجتمع الإسلامي، وقد استلهمت النظرة إلى مكانة المرأة من تعاليم الإسلام وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

مكانة المرأة في الإسلام وفق فكر الإخوان المسلمين

إن الله سبحانه وتعالي قد أسس لمبدأ العدالة فى الحقوق والواجبات، ووحد القيم التى يمكن القياس عليها فقال سبحانه وتعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٩٧﴾ [النحل:97]،

وفي الإسلام، المرأة لها مكانة سامية سواء كانت أمًا، زوجةً، أختًا، أو ابنة. مما يدل على الدور الجليل للأم في الإسلام. كما أكد النبي في حديث آخر أهمية الإحسان للمرأة: "أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك"، مما حفظ لها مكانتها العالية في الأسرة والمجتمع، بل قبل ذلك فى القلوب والمشاعر .

فالمرأة في الإسلام هي شريكة الرجل في التكليف والمسئولية. قال الله تعالى: ( ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة: 71)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ" (رواه أحمد وأبو داود والترمذي)

هذه الآية والحديث يؤكدان أن النساء شريكات الرجال في التكليف والمسئولية، من خلال الأوامر المشتركة بين المؤمنين والمؤمنات في القيام بالواجبات الدينية والأخلاقية.

*حق المرأة في المشاركة السياسية وفق فكر الإخوان المسلمين

تؤمن جماعة "الإخوان المسلمون" بحق المرأة في الانتخاب والمشاركة السياسية. كما أن للمرأة الحق في الترشح للمناصب العامة وعضوية المجالس النيابية، ما دامت تلتزم بالضوابط الشرعية التي تحفظ كرامتها، وهذا ماعاشته الجماعة طوال العقود الماضية ويشهد بذلك واقعها .

*دور المرأة في العمل العام والمجالات المهنية

لا يقتصر دور المرأة في فكر الإخوان المسلمين على الأسرة فقط، بل يمتد إلى المشاركة في العمل الاجتماعي والاقتصادي. فالمرأة يمكنها تولي الوظائف العامة والعمل في مجالات مثل الطب، التعليم، والهندسة، شريطة أن تتماشى مع الشروط الشرعية التي تضمن احترامها، وتحفظ كرامتها.

*المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات

الإسلام جعل التقوى والعمل الصالح هما معيار التفاضل بين الناس، سواء كانوا رجالًا أو نساءً. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (الحجرات: 13). كما أكد القرآن في مواضع أخرى أن المرأة والرجل سواء في الحقوق والواجبات، حيث قال الله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ (النحل: 97).

÷إسهامات المرأة في المجتمع الإسلامي

تساهم المرأة في تربية الأجيال، وغرس القيم والمبادئ الإسلامية، وهي أيضًا تدير شئون البيت وتساهم في العمل العام لخدمة المجتمع. وقد شاركت النساء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات، وقدمن الرعاية والمساعدة للجرحى، وبعضهن شاركن حتى في الدفاع عن الإسلام.

وختاما : فإن فكر الإخوان المسلمين حول مكانة المرأة يقوم على المبادئ الإسلامية التي تكرم المرأة، وتجعلها شريكة للرجل في بناء المجتمع. المرأة لها حقوقها الكاملة في الإسلام وهي مدعوة للمشاركة الفاعلة في جميع المجالات، بما يحقق الخير لها وللمجتمع بأسره.