أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري، أنه لا يوجد الآن مفاوضات، والموقف الرسمي والنهائي لحركة حماس والمقاومة أنه لا تبادل حتى انتهاء العدوان الصهيوني الإرهابي بشكل كامل ونهائي.

وقال العاروري في مقابلة مع قناة الجزيرة – مساء السبت-: منذ البداية أعلنت حركة حماس أن الأسرى الأجانب مستعدون لإطلاق سراحهم بدون مقابل، وأن الأسرى الأطفال والنساء لن يكونوا هدفا، وسيتم الإفراج عنهم.

وأكد أن ما بقي لدى المقاومة من الأسرى، هم جنود، وجنود سابقون، ولا يوجد مفاوضات في موضوعهم حتى نهاية العدوان.

وأضاف العاروري: قلنا منذ البداية أننا مستعدون لتبادل جثث شهدائنا المحتجزين لدى الاحتلال، ولكننا نحتاج إلى وقت لاختراج جثامين الأسرى الصهاينة التي قتلهم الاحتلال في غاراته على شعبنا في غزة.

وأشار إلى ان كبار السن من الرجال وكلهم خدموا بالجيش وبعضهم ما زال على قائمة الاحتياط، وهم بالنسبة لنا لهم معايير مختلفة عن ما سبق.

وقال العاروري: إن الاحتلال الصهيوني الإرهابي رفض استكمال صفقة الإفراج عن الجنود السابقين بمعايير جديدة، ويظن أنه باستئناف استهداف الأطفال والنساء أننا سنرضخ، لكن موقفنا الرسمي هو أن صفقة التبادل سوف نناقشها بعد انتهاء الحرب.

وأكد أن الاحتلال واهم إذا كان يظن أنه قادر على فرض هيمنته علينا، وجولته الأولى بالحرب فشلت فشلا ذريعا.

وشدد على أن القوات التي حشدها الجيش الصهيوني للهجوم على غزة، وهي ثلث قوته البرية، وأكثر من ثلث قواته الجوية، وهي قوات كافية لهزيمة دول كاملة.

وتابع: ومع ذلك، فإنه قرر مهاجمة فقط ثلث مساحة قطاع غزة في الشمال، ولمدة 50 يوما لم ينجح في السيطرة، ولن ينجح أبدا.

وأشار العاروري إلى ان الدول الداعمة للاحتلال الصهيوني أصبحت مقتنعة أن الأهداف التي أعلنت عنها الحكومة الصهيونية بالقضاء على حماس واسترداد الأسرى بالقوة، والسيطرة على غزة، أن هذه الأهداف غير قابلة للتحقيق.

وقال: العدو الصهيوني يحتاج لخوض هذه الجولة، لكي يتأكد شعبه وداعميه بأنه سيفشل بتحرير الأسرى إلا بعملية تبادل كما تريد المقاومة.

وأضاف: نحن قلنا من اليوم الأول، أن الأسرى الصهاينة ثمن الإفراج عنهم، هو تحرير كامل أسرانا، بعد وقف إطلاق النار.

وشدد القيادي الفلسطيني على أن كسر المقاومة في غزة، والسيطرة على قطاع غزة، هي مجرد أوهام وما يفعله الاحتلال هو حرب انتقام ضد الأبرياء والمستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس.

وأشار إلى أن الموقف الأمريكي ليس مستقلا عن الموقف الصهيوني، بل يتقدم عليه، في تغطية وتبرير وتنفيذ هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

وقال العاروري: أمريكا مفلسة أخلاقيا بكل ما يتعلق بالصراع في فلسطين، وأصبحت دولة أكثر فاشية ونازية من الاحتلال نفسه.

وأشار إلى أنه قبل يومين من انتهاء التهدئة، وزير الحرب الصهيوني غالانت قال بنفسه أنه وقع على قرار استئناف العملية العسكرية، وبالتالي ليست حماس من اختراق التهدئة.

وشدد العاروري على أن شعبنا سيقاتل ويقاوم ولن يستسلم حتى نفرض على العدو الاعتراف بحقوق شعبنا التاريخية والسياسية.

وأضاف: هذا العدو سيجرب هذه الجولة، ليحقق عن الأهداف التي عجز عن تحقيقها في الجولة الماضية، وسوف يفشل أيضا هذه المرة.

وأشار إلى أن بعض جولات تبادل الأسرى تمت في وسط مدينة غزة، ما يؤكد فشل الجولة الأولى من الحرب.

وشدد العاروري على أنه لن يكون البحث عن ماذا بعد حماس، بل عن “كيف يمكن لهذا الجيش أن يتخلص من المأزق الذي تورط فيه”.

وأشار إلى أن التهجير ما زال حاضر وأذهان المشروع الصهيوني، وهذا المخطط كان معداً للضفة الغربية، لكن فتح المعركة من قبل المقاومة في غزة، قد نقل المعركة إلى غزة.

ورأى أن مشروع التهجير فشل، مشددا على أن صمود شعبنا واستعداده للموت في دياره على أن يغادرها، والموقف العربي القوي أفشل هذا المشروع.

ونبه إلى أن الضفة كانت تتصدر مشهد المقاومة وشهدت تصعيدا كبيرا وتوترا عاليا، قبل 7 أكتوبر، ثم بعد هذا التاريخ ارتكب الاحتلال كل الجرائم التي كان يحلم بها، والقتل والإعدام أصبح ميدانيا.

وقال العاروري: شعبنا عودنا دائما أنه يستأنف مقاومته سريعا، ورأينا عملية القدس، ونحن على ثقة بأن الضفة ستلقي بثقلها في هذه المعركة.