https://ikhwan.online/article/261235
الخميس 18 رمضان 1445 هـ - 28 مارس 2024 م - الساعة 04:20 م
إخوان أونلاين - الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمون
استشارات أسرية

كرهت الحياة مع زوجتي المستهترة

كرهت الحياة مع زوجتي المستهترة
الاثنين 18 يوليو 2022 12:08 ص

محمد مصطفى- القاهرة:

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب متزوج منذ سنتين ورزقني الله ببنوتة جميلة ملأت عليّ حياتي، ولكن زوجتي حولت حياتي إلى جحيم، فكانت تصرفاتها أثناء فترة الخطوبة لا تعجبني ولكن ضغط أهلي علي حتى تزوجتها، وبعدها بدأت المشكلات اليومية فهي لا تهتم ببيتها ولا زوجها مستهترة دائمًا مشغولة بالحديث في الهاتف والجلوس أمام الإنترنت، وتقوم بالكاد بإعداد الطعام وصوتها عالٍ ولا تصلي ودائمًا تفتعل المشكلات وخاصة إذا أنفقت على أهلي أو ساعدتهم رغم أني أعطيها مصروف خاص لها بخلاف مصروف البيت، أرجوكم انصحوني ماذا أفعل وأنا لا أريد هدم الأسرة والابتعاد عن ابنتي؟

تجيب عليه الداعية سمية رمضان أحمد:

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه وحده نستعين وله وحده نعمل ومن أجله نتواصل ويعين بعضنا بعضًا فله الحمد بما يليق به ربًّا كريمًا عظيمًا رحمانًا رحيمًا وبعد

وصلتني رسالتك المؤلمة في ظاهرها، المليئة بالرحمة في باطنها، وقبل أن أكتب لك استشرت من الفتيان والفتيات ممن هم في مثل سنك، حتي نصل إلى ما يرضي الله ويثلج قلبك، ولنرجع عجلة الزمن حيث فترة الخطوبة التي كنت فيها مترددًا في إتمام أمر زواجك، وهي محطة هامه حيث إن ذاكرتك لا تفارقها مهما اجتاز القطار من محطات، ودومًا تنظر لها بهذا المعنى مما يغلق التواصل بينكما من قبل بدايته.

ونصيحتي لك أن تخلع ثوب التردد، وتلبس ثوب الواقع الذي تعيشه، فانظر إلى زوجتك أنها إنسانة من خلق الله الذي تحبه، وقد جعلك سبحانه شريكها من أجل إسعادها ففيها نفخة من روحه سبحانه، واخلع نظارة المثالية وفتاة الأحلام التي كنت ترجوها فهي غير موجودة، وواقعك المرأة التي اختارها لك المولى بسلبياتها وإيجابياتها، ولنستعن بالله ونبدأ في تحليل المشكلة لعل الله ييسر حلها بأبسط مما تتوقع.

فكما تقول من بداية الزواج وهي مشغولة عنك بالهاتف، والنت، وأتصور أن هذا هروب من حياة هي غير سعيدة بها، وتصوري أن رسالة ترددك تلك في الزواج منها قد وصلتها، وبرمجها عقلها وبدأت في رفضها بصور مختلفة، الصوت العالي، العند، الشجار لأتفه الأسباب، لدرجة أن يجدث لها انتكاسة ترجمتها بترك الصلاة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وبداية أنا أرى أن الله قد وهبك كنزًا داخل جدران منزلك تدخل به الجنة بسلام ويكون سببًا في إسعاد أولادك، فكما ذكرت فقد وهبك الله منها طفلة جميلة أسعدك الله ببرها كما ستبرها أنت في صغرها، حيث تجعل هدفك في محاولة إحتواء أمها كإنسانة في وضع تحتاج فيه لمساعدة المخلصين أمثالك، ولنبدأ الشروع في العمل الدؤوب لنصل إلى مبتغانا

ولنجعل قول الله سبحانه: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) (النساء: من الآية 19)، هو الأساس الذي سننطلق منه لحل مشكلتك على أن تكون الأية هي التي تحدد خطواتك لتصل إلى الهدف وهو الحصول على خيريتها.

ولا بد أن تبدأ بالمعروف لتتحرك حركة عملية تنفيذية للآية الكريمة حتى تصل للنتيجة الرجوة أن يجعل الله لك فيها خيرًا كثيرًا، ولتبدأ في احتوائها على أنها هبة الله لك، فحاول ابتعاد عن أي شجار على الإطلاق لمدة أسبوع، مع تجنب المشاكل، ومحاولة السفر إن أمكن في مكان آخر، وإن لم تتمكن، فهدية بسيطة تشفع لك بين يدي الخالق في المعاشرة بالمعروف، مع حنان صادر من قلبك في أسلوب حديثك معها، والأمر يستحق تأكد من ذلك، فهي من ستربي ابنتك، ولا بد أن تكون على خير في سلوكها الشخصي حتى لا تكون الطفلة نسخة مكررة مما لا تحب من صفات.

وللعلم عندما أنجبت لأول مرة، قتنيت كتبًا لتعليم الأطفال وتربيتهم وكانت المفاجأة أنني كنت في أمسّ الحاجة للتربية لأتربى أنا أولاً، فلا بأس من أن تتعلم أنت وتقرأ وتدرس ما يساعدك على أن تكون سببًا في هداية زوجتك، والتي إن نجحت فيها، يكون ذلك خيرًا لك من الدنيا وما فيها، وحاول بعد تهدئة الأمور معها، وإشعارها برغبتك فيها وحبها وهي من هي التي اخترتها لتشاركك حياتك واختارها الله لتكون أمًّا لحب قلبك ابنتك، وبعض الكلمات الطيبة التي لا تبخل على نفسك فيها بين يدي الله ليجازيك عليها خيرًا، وحاول أن تقدم لها المساعدة في بعض الأمور توددًا لها وتقليدًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته، فهي امرأة عاملة، وأم لطفلة صغيرة، وهذا عبء ليس بالبسيط.

حاول بقدر المستطاع أن تقترب منها، فتترك النت من أجل قربك، المرأة يأسرها أمران، الكلمة الطيبة التي أمر الله بها، وإشعارها بحبك ولو بعود ريحان، تأكد أنك كلما أسعدتها أسعدتك وادفع بالتي هي أحسن تجدها انقلبت لك لتكون ولية حميمة، ولن تصل إلى هذا المستوى إلا بصبرك والاستماتة في الوصول لهدفك، ولا يلقاها إلا الذين صبروا، وأصعب شيء هو البداية حيث إنها لن تفهم ما تريد فتصدك، ولكن المثابرة والمداومة ستجدها لينة طائعة، ولو قدراتك المادية تسمح بعمرة ليتك لا تتردد، فهذا سيسهل لك مسار الخير إلى الجنة، وبعد أن تهدأ وتطمئن إليك، فحاول أن تكون لها في الصلاة إمامًا وسترجع إن شاء الله إلى عبادتها وصلاتها، كما ذكرت لك لا تفرط في بيتك ولا في زوجك ولا في ابتتك وحارب الشيطان من أجل ذلك واستعن بالله وصاحب قوله تعالى (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)، دومًا رددها حتى تحفظها وستعينك على استرداد نفسك وبيتك.

وأبشرك أن بيتك سيكون من البيوت السعيدة الهانئة بمظلة الله وبفضل التحرك العملي التنفيذي لآيات الرحمن وستبشرني قريبًا وكذلك كل من يعاني مما تعاني وبالتوفيق تحت مظلة رضا الله عنا جميعًا.