عيد العابدين الصامدين
الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد... الله أكبر كلما صام صائم وأفطر... الله أكبر كلما لاح صباح عيد وأسفر . ... الله أكبر ما هلل مسلم وكبر، وتاب تائب واستغفر... الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً... ":"والله لو كبَّرَت قلوبُ المسلمين كما كبَّرت ألسنتهم، لغيَّروا وجه التاريخ، ولو اجتمعوا دائمًا كما يجتمعون لصلاة العيد، لهزَموا جحافل الأعداء، ولو تصافحَت قلوبهم كما تتصافح أيديهم، لقضوا على عوامل الفُرقة، ولو لبسوا أكمل الأخلاق كما يلبسون أفخر الثياب، لكانوا أجمل أمة على الأرض"، فهذه دعوة لكل المتخاصمين في صباح العيد إلى أن تتصافح قلوبهم كما تتصافح أيديهم. فليس العيد لمن لبس الجديد ولكن العيد هو يوم يفرح الطائعون بطاعتهم، والمتسابقون بفوزهم، والصامدون بثباتهم إنه فرح يذكِّر بيوم الفرح الأكبر، والسرور الأكمل؛ يوم يسعد المسلمون بلقاء ربهم، ورضوان خالقهم، فيفيض عليهم رضوانه، ويلبسهم غفرانه، ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ﴾ [عبس: 38، 39].. العيد ليس عيد الظالمين و المتكبرين على شعوبهم ..العيد ليس لهؤلاء .. وإن كان الفرح شعارَهم، والجديد لباسهم .. فأبشروا أيها الصابرون؛ أيها المظلومون، فإن الطغاة والمجرمين فرحهم زائل بإذن الله فليفرح هؤلاء فرحًا زائلاً، فرحًا زائفًا، فرحًا غير مشروع؛ لأنَّه فرح بغير الحق؛ ﴿ ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ﴾ [غافر: 75]. فرَحُهم مؤقَّت كفرَح هؤلاء؛ ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 44].
عيد الإعداد والإمداد (اليُوسُفِيِّين ) من البئر إلى القصر "صبر ونصر"
هل يستأصل الحزن لأمرٍ جللٍ شعورَنا ببهجة العيد بدلاً من بث البِشْر والفأل الحسن؟ .. إن رسالة الله على مر العصور ..أن المصلح يأخذه الله إلى بعض مدارس إصلاحه وتربيته ولو كان نبيا … فيهذب له نفسه، ويطهر له قلبه، ويفيض عليه من علمه وتربيته حتى يخرج أنقى قلبا وأهذب نفسا وأشد صبرا .. في هذه الأثناء يدفع الناس الأثمان -من حيث لا يشعرون- من عسف السلطان، وقسوة الأحوال، وغياب بركات المصلحين. ويفنى عمر ظالمهم في غير ما شيء إلا مكابرة الحق وعصيان الرب وظلم الخلق .. ثم يخرجون كما خرج يوسف عليه السلام والحسن البصرى وسعيد وأحمد بن حنبل وابن الجوزي وأحفادهم من المصلحين بعدما يكملون العدة ويستكملون الإعداد والإمداد … فيستكملون ما من أجله حبسوا، وبسببه غيبوا ...أ ما الأعمار فببركتها لا بكثرتها … وأما الأهل والأحباب فيعوضهم الله الغياب … في الدنيا بمضاعفة الفرحة واللذة، وفي الآخرة برفعة الدرجة لتشاركهم في المشقة .. وهذا ما يلقيه الله سبحانه في روع المصلحين فيثبتون، وللأجر يحتسبون … وإلا ماتوا حسرة وكمدا .. ويوسف سوف يخرج في الموعد الذي يحدده الله لا الملك أو الوزير … وعندما يريد الله خروجه سيرسل الرؤى ويحدث المجاعات، ويسبب الأسباب حتى يتدلل يوسف في الخروج ويقول لسجانه: ارجع إلى ربك فاسأله ..وكل يوم يتأخر فيه يوسف يزداد فيه عوز البشرية إليه، إن في الأخلاق وإن في الأرزاق … بينما يزداد إعداد الله لعقله وإمداده لقلبه .. هذه قصة اليوسُفِيِّين باختصار … فاعتبروا يا أولي الأبصار.
"واقدساه "عيدنا نصرة الأقصى والأحرار
فالأقصى بوابة السماء و مقياس يقظة الأمة أوغفوتها وهو مصدر إلهام للأمة المسلمة و قد أسقط آخر أوراق التوت من على أجساد المطبعين والخائنين بصدور عارية وأمعاء خاوية , والآن يقاوم المقدسيون الأوفياء تدنييس وتقسيم المسجد الأقصى_ فى رمضان_ وتهجير الفلسطينيين من مدينة القدس وصت صمت مسموع وعار مدفوع لأنظمة العمالة وعمائم السلطان. وسيكون بإذن الله الواحد القهار رصاص وقنابل الصهاينة على المصلين شعلة للأمة جمعاء ووقودا لصحوة مارد وسيندم الطغاة على جريمتهم فأعيادُنا يوم تحرير الأَرض والعِرض، يوم تحرير الأقصى من دنس يالصهاينة ,يوم تحرير البلاد والعباد ، يوم أنْ تتحرَّر النُّفوس من الشَّهوات والملذَّات، ويوم أنْ تتحرَّر القلوب من الكذب والنِّفاق، ويوم أنْ تتحرَّر الصُّدور من الشَّحناء والبَغضاء، ويوم أنْ تتحرَّر الحقوق من قيود الفَساد والاستِبداد، فيبذل كلُّ ذي واجبٍ واجِبَه غير مُقصِّر، ويأخذ كلُّ ذي حقٍّ حقَّه لا يزيد.
وليكونَ عيدُنا مباركاً حقّاً فلابُدَّ أن نقوم بمسؤولياتنا تجاه اخواننا المرابطين- فى قبلتنا الأولى ومعراج رسولنا صلى الله عليه وسلم إلى السماء - بكل صور الدعم المادى والمعنوى المتاح حتي يتحرر المسجد الأقصى المبارك إن شاء الله {..فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)}الاسراء.
وليكونَ عيدُنا مباركاً حقّاً فلابُدَّ أن نقوم بمسؤولياتنا تجاهَ أحرارنا، بمعايدةِ أهاليهم وأُسَرهم، ورسم البسمةِ على وجوهِ أَطفالهم؛ ليشعروا أنَّنا معهم في مُصابِهم، وكلِّ أَحوالِهم، وأنَّ نصرة الدين والوطنَ الذي يناضلونَ من أجلهِ يستَحِق، فأبناؤه كمثلِ الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى لهُ سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمّى.
وليكونَ عيدُنا مباركاً حقّاً فلابُدَّ أن نقوم بمسؤولياتنا تجاه مجتمعنا فاجعَلُوا هذه الأيَّام أيامَ العيد فرحًا لا ترحًا، أيَّامَ اتِّفاق لا اختلاف، أيَّامَ سعادةٍ لا شَقاء، أيَّام حب وصَفاء، تسامَحُوا وتَصافَحُوا، توادُّوا وتحابُّوا، تَعاوَنُوا على البرِّ والتَّقوى، لا على الإثم والعُدوان، صِلُوا الأرحام، وارحَمُوا الأيتام، تخلَّقوا بأخلاق الإسلام..وكل عام وأنتم إلى الله أقرب..كل عام وأنتم على الطاعة أدوم..
كل عام والأمة الإسلامية والأقصى بخير ..
وكل عام، وعام، وعام.. إلى أن نلتقي في الفردوس الأعلى من الجنان..