لا يقف اضطهاد الحكومة الهندية المتطرفة التي يقودها حزب "بهاراتيا جاناتا" ورئيس حكومتها ناريندرا مودي، عند إقليم كشمير أو ولاية أسام حيث يعيش ملايين المسلمين محرومين من أبسط الحقوق، بل امتد كذلك إلى إعلان الحرب على الداعية الإسلامية الكبير الدكتور ذاكر نايك، تلميذ الشيخ أحمد ديدات عليه رحمة الله.
ويعتنق غالبية سكان الهند الديانة الهندوسية، لكن هناك بعض الديانات الأخرى التي يدين بها السكان فمثلاً: تبلغ نسبة الهندوسيين 80.4% من السكان، والمسلمون تبلغ نسبتهم 13.4% من السكان، والمسيحيون تبلغ نسبتهم 2.3% من السكان، والسيخيّون تبلغ نسبتهم 1.9%، والبوذيون تبلغ نسبتهم 0.8% من السكان، واليانيون تبلغ نسبتهم 0.4% من السكان. والمسلمين الهنود كما نقلت بعض المصادر، هم ثاني أكبر تجمع للمسلمين في العالم بعد إندونيسيا، ويصل تعداد المجتمع المسلم في الهند إلى 170 مليون نسمة.
ويعتبر الدكتور ذاكر، أشهر داعية إسلامي في العالم حاليا، إذا تصل قناته التليفزيونية "peace TV"، إلى أكثر من 200 مليون شخص حول العالم؛ وتتهمه الحكومة الهندية المتطرفة  بالدعوة لتطرف المسلمين بعد مناظراته التي حضرها مئات الآلاف في الهند وأسلم بسببها الآلاف، وهو ما اعتبرته الهند خطرًا عليها لتبدأ في ملاحقته دوليًا بعد أن شغل قلوب الملايين محليًا وعالميًا.
ولمع اسم الدكتور "ذاكر" في سماء الدعوة إلى الله واحترف المناظرات الدينية بين الإسلام والمسيحية واليهودية والهندوسية والملاحدة، حيث يجيد الرجل حفظ النصوص الدينية في كتب المسلمين واليهود والنصاري والهندوس وغيرهم بدقة فائقة وبأكثر من لغة. فالتفت حوله الملايين وأسلم على يديه مئات الآلاف.
وجدت الحكومة الهندية المتطرفة التي يقودها حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي، الداعية الإسلامي خطرا على أنصار الهندوسية فقد أقام  الحجة الدامغة على علماء الهندوس وأفحم مناظريهم ، وأمام تدفق الآلاف من الهندوس للدخول في دين الله أفواجا، أصدرت حكومة الهند المتطرفة قرار اتهام للداعية الإسلامي بالإرهاب في مايو 2017م، وأرسلت إلى الإنتربول الدولي مذكرة باعتقاله لكنه البوليس الدولي رفض الطلب لأنه لا يتضمن اتهاما واضحا.
وأمام انتقال التهديدات الهندية من محاولات الضبط والاعتقال إلى رصد مكافأة مالية كبيرة لقتل الداعية الإسلامي، حيث أعلنت "سادفيبارتشي" زعيمة حزب "هندوتفا" الهندوسية، مكافأة قدرها نحو مليون دولار من مالها الخاص ، لمن يتمكن من قتل نايك، معلقةً،:" قمت بعرض هذه المكافأة لأن ذاكر نايك ليس واعظًا دينيًّا وإنما إرهابي". وهو ما دفع ملايين المسلمين  إلى الالتفاف حول الدكتور ذاكر، يدافعون عنه أمام ترصد الحكومة الهندية والمتطرفين الهندوس.
https://www.youtube.com/watch?v=ryyYVS2a7aA
اتهامات ملفقة بالإرهاب
وعلى غرار حكومات العسكر في بلاد العرب الذين يتهمون دعاة الوسطية الإسلامية بالإرهاب والتطرف، وهي الشماعة التي يرفعونها للتنكيل باي خصم يعارضهم،  مضت حكومة الهند على نفس الخطى،  حيث  حجبت قبل نحو ثلاث سنوات قناته وجمعيته الخيرية، كما فعلت بنجلاديش، وسيريلانكا؛ بعد ادعاء عدد من الإرهابيين تأثرهم بحديثه؛ لينتقل من الإقامة في الهند عام 2016، إلى عدد من الدول العربية والإسلامية، ففي عام 2015 فاز "ذاكر" بجائزة الملك فيصل العريقة لخدمة الإسلام، حيث أقام بالمملكة مذ ذاك قبل أن يتجه للإقامة في ماليزيا حاليًا.
الاتهامات التي وجهت للداعية، قبل سنتين أثارت غضبة عارمة من محبه على موقع التواصل الاجتماعي فبات الأكثر بحثًا على "جوجل" خلال الأيام الأولى من شهر مايو 2017، فيما دشن محبوه هاشتاج  #ذاكر_نايك_ليس_إرهابياً ، معبرين عن دعمهم له ومؤكدين أنه براء من كافة الاتهامات المنسوبة له وأن سبب الاتهامات الكيدية هو نجاحه في إقامة الحجة على أصحاب الديانات المختلفة الذين ناظرهم.
https://www.youtube.com/watch?v=e9OqOjvrFoM
تفنيد الاتهامات الباطلة
وفي رده على هذه الاتهامات الباطلة، أكد الدكتور ذاكر في حديث لقناة "الجزيرة"، أن هناك مخططًا لاستهدافه بدعوى دعم الإرهاب والتحريض عليه، قائلًا:" انتقدت علانية كل أعمال الإرهاب، وقمت بإدانة أعمال العنف، منذ 11 سبتمبر وفي الأوقات المختلفة بالعمليات الخسيسة التي نفذت حول العالم ولكن الإعلام الهندي المقيم ضمن الأسوأ على مستوى العالم يتعمد تشويهي لمحاولة النيل من دعوتي للإسلام، فالإعلام العالمي يريد ويعمل على أن يصور للعالم أن الإسلام هو مشكلة البشرية في حين أن الإسلام هو الحل لمشكلاتها ، ويتم الإساءة للإسلام من خلال اختيار نماذج سيئة من المسلمين وإبرازهم على أنهم إرهابيون ليوجهوا رسالة للشعوب بأن كل مسلم إرهابي ".

ويضيف الداعية الهندي: " أنا لم ادعم أي عمل إرهابي وكل الاتهامات ملفقة لتشويه سمعتي ومنعي من القيام بعملي والحرب الآن هي على الدين الإسلامي ، وأنا حصلت على جائزة الملك فيصل وهي الأرقي في العالم وتعادل جائزة نوبل في السلام فكيف يوجه هذا الاتهام الباطل بدعمي للإرهاب والإسلام دين السلام وليس الإرهاب كما يحاولون الترويج لذلك وبعض المرشحين للانتخابات الرئاسية بالعالم يفوزون بالانتخابات لاتهامهم الإسلام بدين الإرهاب فيما يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا، فهدفي هو رضا الله ولن يثنيني أحد عن دعوتي وذهبت لبنجلاديش وكانت لدي حشود هائلة وفرشت لي أنا العبد الفقير لله السجادة الحمراء ولكن الهند ضغطت على بنجلاديش لاتهامي بدعم الإرهاب".
ومؤخرًا خرج الدكتور "ذاكر نائك" عن صمته، ليتحدث إلى الصحفية الهندية "نامارتا بيجي أهوجا"، حيث أجاب عن اتهامه بالإرهاب، وأن هناك بعض الإرهابيين ذكروا أنهم تأثروا بخطبه ومناظراته لتنفيذ عملات إرهابية، قائلًا،:"هذا الشخص الذي يدعي ذلك كاذب بنسبة 100%، وهو بالتأكيد أكثر تأثرًا بالنبي محمد مني، فهل تعتقدين أن النبي محمد أمر بالتفجير بالطبع لا، إذا لا يوجد نص في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه أخبر بقتل الأبرياء، وأنا أقول لا يوجد، والواعاظ الدينيون سواء في المسيحية أو الهندوسية أو الإسلام أو اليهودية، فأنا أشهر هؤلاء الواعظين بفضل الله العظيم؛ لذلك لابد أن يكون هناك الملايين من المتابعين لي، وأنا أتحدى أي أحد يقول إنه تأثر بي لقتل الأبرياء فهذا معناه أنه يكذب أما بالنسبة لقول وكالة التحقيقات الوطنية بأن الإرهابي قد تأثر بذلك فأين النص؟
وأبدى الداعية الهندي شكوكه حول نزاهة واستقلال القضاء الهندي حاليا، ومنذ فوز حزب"بهاراتيا جاناتا" بالسلطة في 2014، لافتا إلى أن نسبة استقلال القضاء كانت قبل ذلك حوالي 80% أما بعد فوز اليمين المتطرف فقد تراجعت إلى حوالي 20%، مردفا أنه إذا عاد سيزجون به في السجن بلا تهمة لمدة لا تقل عن 10 سنوات ما يعطل مسيرته ونشاطه في الدعوة إلى الإسلام لذلك هو يفضل الترحل للدعوة إلى الله على العودة إلى سجون "بهاراتيا جاناتا".
https://www.youtube.com/watch?v=hHSQi1YcAbI