شهدت العاصمة الفرنسية باريس مظاهرة حاشدة للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ورفضاً للإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في فلسطين، وللزيارة التي سيقوم بها وزير المالية المتطرف بتسئيل سموتريتش.
وتجمع أنصار القضية الفلسطينية في ميدان الجمهورية قبل أن ينطلقوا في مسيرة نحو ميدان باستيل، مرددين شعارات منددة بالمجازر الإسرائيلية.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات كُتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية" و"توقفوا عن تسليح إسرائيل"، مطالبين بالحرية لفلسطين.
ودعا المشاركون، ومن بينهم شخصيات يهودية، إلى فرض عقوبات على حكومة تل أبيب ومقاطعة الشركات التي تدعم الاحتلال.
وحمَل المحتجون مجسمات لتوابيت كُتب عليها "كرامة الإنسان" و"القانون الدولي" و"الأمم المتحدة"، إلى جانب مجسم لمفتاح يرمز إلى حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
ورفع مواطن فرنسي يهودي لافتة تحمل صورة رئيسة منظمة "إسرائيل إلى الأبد" نيلي كوبفر ناعوري، ووزير المالية الصهيوني اليميني بتسلئيل سموتريتش، معبراً عن احتجاجه على مشاركة سموتريتش في حفل تقيمه المنظمة في باريس في 13 نوفمبر الجاري.
ووصفت اللافتة سموتريتش وكوبفر ناعوري بـ"النازيين"، وأشارت إلى أن "قتلة الأطفال يجب أن يكون مكانهم السجن، وليس الحفلات".
وتحمل كوبفر ناعوري، الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية، هي من تنظّم هذا الحفل في باريس، مضيفاً أنها تعلن دعمها للإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
توتر في العلاقات
والجمعة الماضي٬ أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أن الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان "اليونيفيل" خلال الأسابيع الأخيرة "غير مقبولة".
وأفادت في بيان بإصابة 5 جنود من قوات اليونيفيل إثر هجوم للاحتلال الإسرائيلي قرب قافلة تابعة لهم في مدينة صيدا جنوب لبنان، بتاريخ 7 نوفمبر الجاري.
وأعربت الخارجية الفرنسية عن إدانتها لهذا الهجوم، مؤكدة على رفضها للتصعيد الذي أدى إلى إصابة خمسة جنود آخرين من اليونيفيل جراء هجمات صهيونية متعمدة خلال الأسابيع الماضية، مشددة على ضرورة وقف هذه الهجمات فوراً.
وأكد البيان أن قوات اليونيفيل يجب أن تتمكن من أداء مهامها دون عوائق، داعياً إلى ضمان سلامة أفرادها وممتلكاتهم ومنشآتهم.
يذكر أن قوات اليونيفيل كانت قد أعلنت الخميس الماضي إصابة 5 من جنودها نتيجة تعرض "هدف" قرب مدينة صيدا، تزامن مع مرور قافلتهم، لقصف من طائرة مسيرة.
يُذكر أن الاحتلال الصهيوني، يواصل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر 2023 عمليات عسكرية في غزة، أسفرت عن أكثر من 146 ألفا بين شهيد وجريح بين الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار واسع ومجاعة أودت بحياة العشرات من الأطفال وكبار السن، ما جعل الوضع في غزة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
ويستمر الاحتلال في هذه العمليات رغم قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير عاجلة لوقف أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المتفاقم في غزة.