محتويات:
١ مقدمة
٢ الأهداف العامة لنظام الأسر
٣ الأهداف الخاصة لنظام الأسرة - بالنسبة للفرد
٤ الأهداف الخاصة لنظام الأسرة - بالنسبة للبيت
٥ الأهداف الخاصة لنظام الأسرة - بالنسبة للمجتمع
٦ الأهداف الخاصة لنظام الأسرة - بالنسبة للجماعة
مقدمة
هذه الأهداف التى سنتحدث عنها، لم نجد لها تسمية، تنص على أنها أهداف فى رسائل الإمام المرشد، ولا رسائل غيره من قادة الجماعة ومفكريها، ولكنا شعرنا به ! من خلال مجموع ما قرأناه ودرسناه وحللناه من فكر الجماعة، ومن مجمل ما كتب عنها، ولسنا بهذا نضيف إلى الجماعة ولا إلى نظام الأسر ما ليس منه؛ فإن كل عمل إنسانى لابد له من هدف يسعى إليه، وكل عمل قامت به الجماعة أو دعت إليه كان له هدف ما فى ذلك شك. وجملة الأهداف العامة أو الخاصة التي سنذكرها هنا، إنما هى نتيجة للدراسة التاريخية، وللتحليل الذى تصدينا له، فى هذه الدراسة، وهو تحليل يوجبه المنهج العلمى فى البحث ودراسة تاريخ الجماعة، بل هو تحليل قامت عليه هذه الدراسة لتاريخ الجماعة واستهدفته . وسوف تظل هذه الجماعة بوصفها معلما بارزا فى تاريخ العمل الإسلامي فى مصر والعالمين العربي والإسلامى، بل فى العالم كله - سوف تظل بحاجة لمزيد من الضوء والكشف عما لم يتم هذاالتحليل وأمثاله لفكر الجماعة ومنهجها؛ لأن ذلك وحده هو الذى يضع النقاط للحروف، وعلامات الترقيم بين الكلمات والجمل . ومن الله نستمد العون ونسأله التوفيق .
الأهداف العامة لنظام الأسر
ا – تكوين شخصية المسلم تكويناً متكاملا ًيلبى مطالب الدين ومطالب الدنيا أي المعاد والمعاش . وهذا التكوين يتناول :
-العقيدة الصحيحة فى الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
-العبادة الصحيحة بأدائها وفق ما جاءت بها شريعة الإسلام، والعبادة بمعناها الواسع الذى يجعل كل العمل عبادة، ويبرز منه جانب العدل والإحسان .
-الخلق والسلوك الملتزم بأوامر الإسلام ونواهيه ومستحباته ومكروهاته .
-العلم أولا ًبكتاب الله وسنة الرسول- صلى الله عليه وسلم - . وثانيا بكل ما هو لازم أو هام من علوم الحياة على مختلف أشكالها وتخصصاتها، بل التبريز فى هذا العلم .
-العمل والتطبيق لكل ما علمه المسلم من أمور دينه، وأمور دنياه ، وبخاصة فى مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكروالجهاد فى سبيل الله ؛ لتكون كلمة الله هى العليا .
-العناية بالبدن بالأخذ بكل أسباب القوة، والابتعاد عن كل ما يضعف هذا البدن، أو يصرفه عن الوجهة التى فطره الله عليها فى ضوء ما أحل الله وما حرم .
-المهارات والقدرات وضرورة الاهتمام بأن يكون كل مسلم عارفاً لاستغلال قدراته، ومنمياً لمهاراته، وعلى رأسها تعلم حرفة للكسب .
وكل ذلك إنما يتم على وجهه داخل الأسرة ووفق برنامجها .
2 - توثيق الروابط بين أفراد الجماعة اجتماعياً وتنظيمياً ؛وذلك عن طريق تحقيق أركان الأسرة من تعارف وتفاهم وتكافل؛ بحيث يؤدي ذلك إلى تقوية الروابط الاجتماعية بين الأفراد ، كما يجب أن يؤدى إلى توثيق الروابط التنظيمية على كافة مستويات التنظيم فى الجماعة، الأسرة والشعبة والمنطقة وما إلى ذلك من التنظيمات. وإنما يتم ذلك داخل الأسرة بالممارسة العملية والتطبيق والرقابة والمتابعة، الرقابة الذاتية عن طريق ورد المحاسبة والمتابعة من أفراد الأسرة ومن نقيبها.
3 - العمل على زيادة الوعي بالتيارات الموالية للعمل الإسلامى أو المعادية له :
لدعم التيارات الموالية أيا كان أصحابها وللتصدى للتيارات المعادية أيا كان أصحابها كذلك ، الدعم والتصدى بأنسب الأساليب وأقربها إلى الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتى هى أحسن . وأبرز هذه التيارات : - ــ التيار الاجتماعى وما يفرزه من عادات وتقاليد يجب أن تعاير بمعايير إسلامية ، فما وافق منها الإسلام قبل وما خالفه رفض وَرُدَّ.
-التيار السياسى وما يقدمه من مذاهب ونظريات وأحزاب وفكر وثقافة . لتأييد ما والى الإسلام، والتصدى لكل ما يعادى الإسلام، أو يختلف مع شىء من مبادئه وقيمه .
-التيار الاقتصادى وما يمثله من قوة وقدرة تتمثل فى مؤسساته وأجهزته والآته، وما يفرزه هذا التيار من نظم وقيم توالى ما جاء به الإسلام ، أو تعاديه، لدعم الموالى وصد المعادى كذلك.
4 - الإسهام فى إطلاق قوى الخير والصلاح الكامنة فى شخصية المسلم، وتوظيفها لخدمة الدين وتحقيق أهدافه ، وإنما يكون ذلك بالتعرف على قوى الخير والصلاح فىكل فرد ، ورصد هذه القوى، ثم توظيفها لخدمة الدين؛ بعد التعرف الدقيق على متطلبات الدين فى مرحليات بعينها ووفق أولويات بعينها كذلك .
وهذه القوى التى يجب أن ترصد فى كل مسلم تتنوع :
- قوة عقل وثقافة وقدرة على التحليل .
- قوة بدن وقدر على التحمل .
- قوة زوح وعقيدة وعبادة .
- قوة قيادة وسياسة وتنظيم .
- قوة تجميع للناس وتحبب إليهم .
- قوة على العمل والاستمرار فيه .
- قوة على خدمة الناس والسعى فى حوائجهم .
وكذلك الشأن فى التعرف على متطلبات الإسلام فى مرحلة من مراحل الاحتياج، وأولوية هذه الاحتياجات وفق تنسيق خاص .
وكل ذلك إنما يعرف ويكشف فى داخل الأسرة ، ووفق ما أعد لها من برنامج .
5 ـ مقاومة عناصرالتخاذل والسلبية فى شخصية الفرد، مقاومة تعتمد أيضا على رصد العناصر ومعرفة أسبابها، ثم العمل على إزالة أسبابها، وتوجيه صاحبها نحو الإيجابية والإحساس بالتبعة .
ومن أبرز هذه العناصر ما يلى :
ــ الرين والصدأ الذى يغشى القلب فيصرفه عن واجبه .
ــ الكسل والتراخى .
ــ البعد عن الإخوة العاملين النشطين .
ــ ضعف الإحساس بالتبعة .
ــ سوء فهم الهدف والغاية من العمل الإسلامى .
ــ الانحراف فى تيار معاد متستر .
ــ ضعف العبادة وعدم ارتياد المسجد .
مع ضرورة التعرف على سبب أي عنصر من هذه العناصر ، أو غيرها لازلته أولا، ثم العمل على تشجيع صاحبها على العمل والسعادة به . وغالبا ما يكون ذلك ـ بعد إزالة الأسباب ـ بما يلى :
ــ إذكاء عناصر الإيمان و لإسلام والإحسان فى النفس .
ــ التذكير بواجب الفرد نحو ربه، ونحو دينه، ونحو أخيه ونحو مجتمعه وعالمه الإسلامى .
ــ التفقيه والتثقيف عن طريق القراءة والبحث، والتشجيع على ذلك .
ــ الإحاطة الاجتماعية بهذا الفرد، بمعنى أن يحيط به عدد من إخوانه العاملين النشطين المحبين للعمل .
ــ القيام برحلات وزيارات تذهب هذا التباطؤ والتراخى .
ــ عقد صلات بين هذا الأخ وبين بعض الإخوة.
ــ ملازمة نقيب الأسرة لهذا الأخ المتكاسل أطول فترة ممكنة .
6 - تحقيق معنى الاعتزاز بالإسلام، والالتزام بآدابه وأخلاقه فى كل مناشط الحياة ومكارهها .
وهذا سوف يتطلب من كل فرد من الأفراد ما يلى :
- أن يخلع ويهجر أي اعتزاز بمبدأ غير الإسلام .
ــ أن يعتز بالإسلام أكثر من اعتزازه بذويه أو وطنه ، وأن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .
ــ أن يتقيد بكل خلق فاضل دعا إليه الإسلام مهما كلفه هذا التقيد من جهد، ومهما جعله يشعر بالغربة فى أى مجتمع غير متقيد بآداب الإسلام وأخلاقه.
ــ أن يبتعد عن كل ماطالب الإسلام بالابتعاد عنه ؛ من خلق رذيل أوسلوك شائن ، وأن يحتمل فى سبيل هذا الابتعاد كل ما يعرض له من متاعب نفسية أو اجتماعيه أو سياسية مهما كان ثقل ما يحتمل .
ــ أن يعتبر أن العالم الإسلامى كله هو وطنه الذى يعمل من أجل رفعته وسيادته، وتحكيم شرع الله فيه .
7 - تحقيق معنى الانتماء للجماعة والالتزام بأهدافها ورسائلها وحركها ونظمها وآدابها، بكل مايتطلبه الانتماء من تبعات مادية أو معنوية، تبعات تتطلب جزءا أساسيا من الوقت ومن الجهد ومن المال .
والجماعة دائما - وفى كل وسائلها وأنظمتها وقانونها الأساس ولائحتها الداخلية - تنادى بأعلى صوت ؛ بأن كل مالها من أهدافوكل ماتتخذه من وسائل وكل حركة لها وكل نظام وكل أدب ؛ إنما ينبع كل ذلك من مصدرين رئيسين هما:
-كتاب الله .
-وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بمعناها الواسع الذى تدخل به السيرة فى السنة على أنها السنة العملية، إذ من سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ينبغى أن تؤخذ القدوة . وليس فى مبادىء الجماعة كما تنبىء عن ذلك رسائل المرشد المؤسس شيء يخالف ماجاء فى القران الكريم ، أو السنة النبوية المطهرة فى ضوء فهمها فهما صحيحا دقيقا خاضعا فى إدراكه وتناوله للأدوات الأصلية ؛ التى بها يتمكن المسلم من فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكل ذلك إنما يتم داخل الأسرة وفق برنامجها الثقافى الذى يعتمد أساسا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
8 - تدارس المشكلات والمعوقات التى تعترض عمل الفرد من أجل الإسلام تدارسا يشخصها بدقة ، ويرسم خطوط علاجها بوضوح .
وهذه المشكلات على مستويات عديدة منها .
- مشكلات على مستوى الفرد .
-ومشكلات على مستوى العائلة التى ينتمى إليها الفرد .
-ومشكلات على مستوى الحي الذى يعيش فيه .
-ومشكلات على مستوى جهة العمل التى يعمل فيها .
-ومشكلات على مستوى المجتمع كله سواء أكانت اجتماعية ، أو سياسية، أو فكرية ثقافية، أو اقتصادية، أو أفكارا غازية معادية .
9 - تعميق مفهوم الدعوة والحركة فى الفرد المسلم؛ إذ كل مسلم مطالب بأن يكون داعية إلى الله، متحركا عاملا من أجل هذا الدين فى حدود علمه وطاقته ، وما أتاح اللة له من معرفة بهذا الدين .
-أما أولئك الذين يقولون : إن الدعوة إلى الله والحركة من أجل هذا الدين كل من اختصاص أهل التخصص أو أهل الدين ، فليسوا على صواب فى هذا الفهم؛ لأن المسلمبن جميعا بحكم كونهم مسلمين هم من أهل الدين، ولأن الدعوة إلى الله قد طولب بها محمد صلى الله عليه وسلم وكل من اتبعه من منطلق قول الله تعالى :
( أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى ) . والبصيرة قد تكون بإحدى الفضائل التى دعا إليها الإسلام ، أما المتخصصون فى علوم الدين فهم أهل الفتيا فى أمور الدين .
10 - تعميق مفهوم الإدارة والتنظيم فى مجال العمل الإسلامى ، وذلك مطلب ضرورى؛ لأن أي عمل يخلو من التنظيم جدير بألا يبلغ هدفه ، بوكل عمل لا يدار بأسلوب صحيح وبمدير واع فاهم لطريقة الإدارة ، وقادر على توظيف كل طاقة من
طاقات العمل والعاملين لصالح العمل الإسلامى، جدير كذلك بأن يضطرب ويضل طريقه، فضلا عن أن يبلغ هدفه .
وكل تلك الأهداف العامة للأسرة ، إنما تدرك فى داخل الأسرة ؛ وفق برنامجها وفى رعاية نقيبها وفى هذا العدد المحدود من الأفراد .
الأهداف الخاصة لنظام الأسرة - بالنسبة للفرد
لنظام الأسر أهداف خاصة فضلا عن الأهداف العامة التى تحدثنا عنها آنفا .
هذه الأهداف الخاصة تتنوع بالنسبة للفرد وللبيت وللمجتمع وللجماعة نفسها على النحو التالى :
أولا : أهداف الأسرة بالنسبة للفرد :
تستهدف الأسرة بالنسبة للفرد أهدافا عديدة نشير إليها فيما يلى :
1 - تكوين شخصيته تكوينا إسلاميأ، يقوم على العناية بكل الجوانب التى تسهم فى بناء الشخصية الإسلامية المتكاملة وهى :
أ -الجانب العقدى، بتكوين عقيدة صحيحة فى الخالق سبحانه وذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله، وفى الملائكة، وفى الكتب السماوية ، وفى الأنبياء وما يجب فيهم وما يجوز وما يستحيل عليهم ، وفى الوحى والمعجزة والروح والجن والشياطين واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، بل فى الإنسان نفسه والكون و الحياة .
ب ـ الجانب العبادى، بالالتزام بالفزائض كما جاءت بها الشريعة الإسلامية ، وممارسة النوافل والإكثار منها قدر الطاقة وجعل هذه النوافل جزءا من البرنامج اليومى لحياة الفرد، وجعل هذه النوافل برنامجا أسبوعيا وشهريا وسنويا ودوريا، بحيث تكون النوافل بابا هاما من أبواب التقرب إلى الله سبحانه .
ومن الجانب العبادى الإحسان بمعناه الواسع، الإحسان إلى الله وإلى النفس وإلى الناس . والإحسان بمعنى الإتقان والتجويد الذى كتبه الله على كل شئ .
جـ ـ الجانب الفكرى الثقافي، بتكوين الثقافة العامة ، والثقافةالإسلامية الخاصة ، والثقافة الإخوانية ، مع التصور الصحيح للعمل الإسلامى فى ظل الظروف المختلفة والمتغيرات المستمرة .
د - الجانب الأخلاقى السلوكى ، بالالتزام بآداب الدين الإسلامى ، مع إحياء معانى الإخلاص والتجرد والوفاء والنجدة والأخوة والبشاشة والالتزام بالحق وبالصبر ، والتقيد الدقيق بسنن الإسلام ومنتدباته ، والابتعاد الشديد عن المكروهات ،ومواطن الشبهات .
هـ -الجانب الحركى فى شخصيةالفرد، ويكون ذلك متمثلا فى قدرته على الأمور التالية :
-الاختلاط بالناس، وكراهية الانعزال عنهم .
-ألفة الناس والقدرة على أن يكون هو مألوفا من الناس .
-القدرة على جذب الناس وجمعهم نحو غاية مشروعة.
-القدرة على تحريك جوانب الخير فى الناس .
-القدرة على ربط الناس بالعمل الإسلامى وإقناعهم بوجوبه.
-القدرة على إقناع الناس بوجوب العمل الجماعى، وسذاجة العمل الفردى وعدم جدواه على مستوى مجموع المسلمين .
-القدرة على البذل والتضحية وإنكار الذات وخدمة الناس دون أن يطلبوا .
و - الجانب الإدارى التنظيمى فى شخصيته ويتمثل ذلك فيما يلى :
-التدرب على الإدارة فى أبسط صورها وهى إدارة الأسرة نفسها .
-التدرب على الانضباط في الحضور وفي الانصراف وأداء الوظائف .
-التدرب على أدب الاستئذان وأدب الحوار والاستماع إلى الرأى الآخر .
-التعرف الدقيق على أفراد الأسرة ليسهل التعامل معهم والتعاون والتواصى بالحق والصبر.
-الالتزام بالعمل على تحقيق أهداف الجماعة مهما كلف ذلك من وقت أو جهد أو مال .
-الطاعة والامتثال فى غير ماحرم الله .
-المشاركة عن طريق الأسرة في المقترحات البنَاءة التى تسهم في صنع القرار وتهيىء له الأرضية الصالحة .
-الالتزام بقرارت الجماعة مهما كانت مختلفة مع الرأى الشخصي للفرد مادام القرار قد اتخذ .
-المحافظة على السرية والكتمان .
-الثقة في القيادة.
2 - تاكيد معانى الأخوة في نفس الفرد؛ لأنها أخوة في الله وفي الإسلام، وفي التواصي بالحق والصبر، مع لحظ أن الأخوة شعار الجماعة فهى جماعة "الإخوان المسلمون" ، كما أنها مطلب شرعى دعا إليه الدين الإسلامى في كثير من نصوصه ، قال تعالى:" إنما المؤمنون إخوة" وقال: "فأصبحتم بنعمته إخواناً ".
وإنما تتأكد معانى الأخوة فى نفس الفرد بما يلى :
أ - ممارسة الحب فى الله لمن كان حيث أمره الله ، والبغض فى الله لمن كان حيث نهاه الله ؛ لأن الإيمان حب وبغض .
ب - التعارف الوثيق والتناصح والتسامح .
ط - التواصي بالحق والتواصي بالصبر .
د - التفاهم والتعاون والتكافل.
هـ - التعود على أن يكون الأخ في حاجة أخيه .
ز - أداء واجبات الأخوة في الدين كاملة غير منقوصة . وواجبات الأخوة في الدين كثيرة ، وردت بها نصوص إسلامية نذكر منها في جانب الأمر ما يلي :
-يسلم عليه إذا لقيه .
-يجيبه إذا دعاه .
-يشمته إذا عطس.
-يعوده إذا مرض .
-يتبع جنازته إذا مات .
-يحب له مايحب لنفسه.
-ينصره مظلوماً وظالماً ؛ مظلوماً برفع الظلم عنه، أوظالماً بكفه عن الظلم.
-يمشى في حاجته .
- يفرج كربته .
- يستره .
ونذكر منها في جانب النهي ما يلى :
- لا يبغضه إلا في الله .
- لا يحسده إلا فيما شرع فيه الحسد .
- لايقاطعه أو يهجره فوق ثلاث .
-لا يظلمه .
- لا يسلمه لعدو .
- لا يخونه .
- لا يكذبه .
- لا يخذله .
وكل هذا؛ هو مما يؤكد الأخوة فى نفس الفرد المسلم نحو أخيه فى الإسلام .
3 - التدرب على حرية الرأى والاستماع إلى الرأى الآخر من الأخوة فى الأسرة و بصدر رحب وعقل مفتوح ، ومناقشة الرأى حتى يتبين الحق الواجب الاتباع .
وإنما يكون ذلك بما يلى :
أ - التعبير عن الرأي بأدب واسئذان وموضوعية وبعد عن التعصب للرأى أو الإعجاب به؛ لأن المتعصب لرأيه أو المعجب برأية قلما يكون مجبوبا من الآخرين .
ب - حسن عرض القضايا والمسائل والاداب باختيار الأساليب الهادئة الهادفة البعيدة عن ارتفاع الصوت والضجيج .
جـ - الاهتمام بأن يظل باب الحوار مفتوحا طالما هناك راغب فى الكلام ، لأن إيصاد باب ألحوار تحكم وتعنت وإحراج للصدور، فضلا عما فيه من إيذاء الآخرين .
د - عدم الاستهانة بأي رأي أيا كان مصدره فقد يكون فيه الخير، وما دامت الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدهـا فهو أحق الناس بها فلابد من حسن الاستماع لكل رأى .
ومن شأن ذلك أن يحقق ما يلى :
-الكشف عن المواهب لدى صاحب الرأي .
- الكشف عن الطاقات الكامنة في الأخ .
- توجيه هذه المواهب والطاقات لصالح الدين ولصالح الجماعة ولصالح الأخ نفسه .
-إضفاء الحيوية والفاعلية على اجتماع الأسرة .
هـ - دعم مبدأ الشورى في نفوس أفراد الأسرة نتيجة لحرية الرأي ، ولضررورة حسن الاستماع للرأي الاخر، أسوة برسون الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يقول وهو المعصوم الموحى إليه : أشيروا على أيها الناس... فهذا أوسع باب للرأي الاخر مع مقام النبوة والعصمة والتأييد بالوحى ، ولكن النبوة تطلب الرأي الاخر، وتستمع إليه، وتأخذ به إن كان صوابا ولم يكن فيه وحي .
4 -إقدار الفرد على أن يربى نفسه تربية ذاتية، بمعنى أن يربي الفرد نفسه بنفسه من منطلق أنه أدرى بما يحتاج إليه من جوانب المعرفة والتدريب، وضرورة غيبة برنامج الأسرة لسبب من الأسباب .
وإنما يكون ذلك بما يلى :
أ - يعد الفرد لنفسه برنامجا يحقق به ما يلى :
-علاج نواحي الضعف والقصور التي يحس بها الفرد ولا يحس بها سواه ، مثل ضعف في البدن أو في الثقافة أو في النفس أو ما إلى ذلك .
-تزكية الروح بممارسة الطاعات والإكثار من النوافل والانتهاء عن المكروهات .
-التدرب الذاتى على مناقشة المعوقات والمشكلات فى مجال العمل الإسلامى، وتصور الحلول الملائمة لها، ثم عرض ذلك على إخوانه في الأسرة.
-زيادة الخبرة وتنمية القدرة في كل ما له علاقة بالعمل الإسلامى والعمل في داخل الجماعة .
ب - يأخذ الفرد نفسه بالجدية والحسم فى تنفيذ البرنامج الذاتى الذى وضعه لنفسه، مراقبا الله سبحانه محسنا فى عمله ما وسعه الإحسان .
جـ - يضع لبرنامجه الذى أعده لنفسه فترة زمنية ملائمة ينتهى فيها منه، ثم يقوم البرنامج على ضوء ماحقق فى نفسه من أهداف، وضع البرنامج على أساس تحقيقها.
د - مراعاة عدم تضارب برنامجه الذاتى مع برمامج الأسرة ـــ فى حال وجود برنامج للأسرة ـــ لأن برنامج الأسرة أصل وأساس ، والبرنامج الذى وضع للتربية الذاتية مكمل ومتمم .
5 - التعاون بين أفراد الأسرة على تنمية قدرات الأفرإد وتدريبهم .
الأصل فى ذلك : أن الله سبحانه قد أودع كل فرد من الملكات والمواهب والقدرات ما يميزه به عن سواه ، والأسرة هى المجال الملأئم للكشف عن هذه الملكات والقدرات وتنميتها وتوجيهها وتوظيفها . لخدمة الدين ، والجماعة والفرد نفسه ، وبخاصة أن كل فرد في الأسرة داعية إلى الله بحاجة شديدة إلى التقدرب على كل ما يساعده في الدعوة إلى الله
ونستطيع أن نمثل لذلك بما يلى :
أ ـ التدرب على تنمية موهبة الخطابة أو المحاضرة أو المناظرة أو الدرس .
ب ـ التدريب على إعداد بحث، بالتعرف على التعامل مع مصادره ومراجعه وخطوطه العريضة وكتابته .
جـ ـ التدرب على التحليل السياسى .
دـ التدرب على الإدارة .
هـ ـ التدرب على القراءة السريعة .
و ـ التدرب على التلخيص أو الشرح .
ز ـ التدرب على ممارسة الأنشطة الإجتماعية ، مثل زيارة الجيران وعمارة المساجد وعيادة المرضى وإتباع الجنائز وزيارة القبور .
حـ ـ التدرب على ممارسة الرياضة البدنية والدفاع عن النفس ومهاجمة العدو، وتقوية الاحتمال والصبر على الجوع والعطش بصيام النوافل فى أيام الصيف .
ط ـ التدرب على ممارسة حرفه لكسب العيش ، مهما كان المتدرب على قدر من الثقافة أو المكانة الاجتكماعية، لأن الحديث الشريف يقول: من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفورا له، وهذا التدرب يتم في إجتماع الأسرة ما دام ذلك ممكنا وإلا ففي خارج الإجتماع .
6 ـ النعارف بين أفراد الأسرة على حل المشكلات وإزالة المعوقات التى تعترض العمل الإسلامى، هذه المشكلات أو المعوقات تكاد تكون ضرورة عند ممارسة العمل الإسلامي في مجتمع ليس مصتبغا بالصبغة الإسلامية في كل أموره .
بل هذه المشكلات تظل أبدا ماثله أمام الفرد ما دام هو يعمل .
ومن أهم أهداف الأسرة بالنسبة للفرد، أن تعلمه كيف يتعاون مع إخوانه فى للتعرف على أسباب هذه المشكلات والمعوقاتثم التفكير فى أسلوب إزالتها من طريق العمل وهذه المشكلات أو المعوقات بالنسبة للفرد كثيرة ومتشعبة نذكر منها ما يلي :
أ - مشكلات أو معوقات فطرية مثل :
-الحساسية الزائدة عن حدها .
--حدة الطبع وسرعة الغضب .
-- بطء الاستجابة . –
-الثرثرة .
-- السلبية وعدم الانضباط . .. وغيرها .
ب - مشكلات أو معوقات نفسية مثل :
-إعجاب المرء بنفسه أورأيه .
-- التعصب والجمود . .
--التعالى والكبرياء .
-– اتباع الهوى .
-- حب الدنيا.
-- كراهية الموت .
جـ- مشكلات أو معوقات روحية مثل :
--قسوة القلب .
-- نسيان الآخرة .
-- ترك النوافل .
-- إهمال الأذكار والأوراد.
-- عدم الإقبال بسرور وسعادة على العبادة .
-- عدم المواظبة على الصلاة في المسجد .
د - مشكلات أو معوقات ثقافية مثل :
- ضعف الثقافة أو ضحالتها .
-- كراهية القراءة .
- عدم الاهتمام بما يقرأ وعدم التعمق فى فهمه .
- ضعف الاستيعاب .
- عدم القدرة على التركيز .
- ضعف القدرة على نقد ما يقرأ، بمعنى تقبل كل ما يقرأ واعتباره قضايا مسلما بما فيها.
هـ - مشكلات أو معوقات حركية مثل :
- إيثار العزلة عن الناس .
- عدم القدرة على الدعوة والتبليغ .
- العجز عن جذب الناس إليه وإيلافهم .
- عدم الرغبة في التضحية بالوقت أوالجهد أو المال .
- ضعف القدرة على جمع الناس والتأثير فيهم وتصنيفهم من حيث مدى تقبلهم للعمل فى مجال الإسلام ومتطلباته .
و- مشكلات أو معوقات تنظيمية مثل :
- الغفلة عن أهداف العمل الذى يقوم به في أي مجال .
- الغفلة عن مرحليات العمل وأولويات كل مرحلة.
ـ ضعف الالتزام والانتماء بالنسبة للدين عموما وللجماعة بصفة خاصة .
- ضعف القدرة على إدارة العمل في داخل الأسرة أو في خارجها .
- ضعف الثقة في القيادة .
- ضعف عنصر الطاعة والامتثال .
- ضعف الرغبة في المشابهة في أعمال الأسرة ، مهما كان بعض الأعمال هينا يسيرا أو شاقا مضنيا .
- ضعف القدرة على السرية والكتمان .
- عدم توافر الحس الأمني .
7 - العمل على تخريج النقباء من الأسر؛ فليست الأسرة تجمعا أبديا بين أفرادها يستمرون عليه كأنه هدف لذاته، وإنما هو تجمع موقوت بمدة زمنية مناسبة، ينتهى فيها من دراسة برنامج بعينه فإذا نما إنتهى هذا البرنامج؛ فلا بد أن يتفرق أفراد الأسرة في أعمال أخرى، تخدم الدين وتفيد الجماعة، بعد أن يكونوا قد نضجوا بهذا البرنامج ثقافيا وعمليا وتدريبيا ودعويا وحركيا؛ لأن هذا النضج من علامات نجاح البرنامج ومن نفذه .
وليس بمقبول أن تأتي الجماعة بنقيب لأسرة من أسرهـا - يمثل قيادة الجماعة في التربية والتوجيه - دون أن يكون قد مر بمصفاة في أسرة، فردأ من أفرادها، يتعلم فيها على يد نقيب متمرس .
وليست العبرة في نقيب الأسرة أن يكون من أهل العلم والثقافة وكفى، بل لابد فيه من صفات أخرى تساند العلم والثقافة وتمكنه من قيادة غيره من الناس، وتوجيههم نحو الأهداف العامة والخاصة والمرحليات في العمل وأولوية هذه المرحليات، وسوف نتحدث عن هذه الصفات ونحن نفرد حديثا خاصا بالنقيب فى إحدى نقاط حديثنا عن الأسرة بإذن الله تعالى . ولا بد من أن تتكامل شخصية نقيب الأسرة على النحو الذى سنفصله فيما بعد .
والأسرة الجيدة هى الأسرة الولود التى يمكن أن يتخرج فيها عدد من النقباء ربما كان جميع أفرادها إذا استوفى كل منهم الشروط التى سنتحدث عنها فى حينها .
واختيار النقيب تسبقه دائما عملية ترشيح له لتولي هذه المهمة - كما لمسنا ذلك في الدراسات التى كتبت عن الجماعة ، بهما أحسسنا بها ونحن نحلل تاريخ الجماعة وتكوينها العضوى - كما يتطلب ترشيح النقيب أن توافق عليه قيادة الجماعة في المستوى الذى رشح فيه النقيب .
وهذا الترشيح من نقيب قديم متمرس لنقيب أو أكثر من أفراد الأسرة ، يتطلب من النقيب القديم أمورا ضرورية لابد أن يمارسها مثل :
أ - أن يشرك النقيب إخوانه في إدارة الأسرة مرة بعد مرة ، وأن يكلف الأفراد بالقيام بأعمال الأسرة أو بعضها، ما بين حين وآخر ليحدث له من التدريب ما يجعل ترشيحه مصادفا محله .
ب - أن يختبر النقيب القديم بعض أفراد الأسرة ممن يرى ترشيحم لدرجة نقيبا ، ببعض الأعباء الخاصة التى تكشف له عن مدى طاعته والتزامه ، ومدى مايتصف به من صفات الجدية الكتمان والإخلاص والثقة .
جـ - أن يعرض النقيب القديم من يرى ترشيحه للنقابة للاستقلال مرة أو أكثر بإدارة أعمال الأسرة كاملة ، بحيث يكون النقيب الفعلي للأسرة مرة أو أكثر ، ليرى مدى صلاحيته لهذا العمل الجليل والأساسي في حياة الجماعة وتاريخها .
د - أن يكون الترشيح لعمل النقيب وفق المعايير المتعارف عليها في الجماعة لما يجب أن يتوفر في النقيب من شروط ، وألا يدخل العوامل الشخصية كعامل من عوامل الاختبار، كأن يكون ثريا أو عالما أو ذا جاه، وإن كانت هذه الصفات مطلوبة في تاريخ الجماعة وموظفة في خدمة الإسلام والعمل في داخل الجماعة ، لكنها لا ينبغي أن تغطي على الصفات الأساسية للنقيب، وهي صفات الصلاحية-كما سنوضحها فيما بعد-
هـ -ألا يشعر النقيب من وقع عليه الاختيار للترشيح بأنه مرشح للنقابة، حتى تظل تصرفاته وسلوكياته عفوية تلقائية تكشف عن حقيقة معدنه ومدى ما توفر فيه من الشروط .
و - أن ينتظر النقيب القديم رأي قيادته المباشرة في الأخذ بهذا الترشيح أو إرجائه أو رفضه، وأن يستجيب لما تراه القيادة ، فهي أقدر على الحكم عليه، وعلى معرفة مدى ما توفر فيه من شروط النقيب .
ز - ألا يعتبر النقيب القديم إرجاء القيادة لقبول الترشيح أرفضها له حكما عليه بسوء الاختيار، لأنه قد تكون للقيادة رؤية فيمن رشح للنقيب لا تحب أن تطالع عليها النقيب القديم ،ولها في ذلك الحق، وفق ما تقتضيه نظم الجماعة وآداب تسلسل القيادات فيها .
ح - على النقيب القديم أن يدرك أنه إذا لم يصلح أحد الأفراد لأن يكون نقيبا لسبب من الأسباب، فليس معنى ذلك أن هذا الفرد قد فقد الأهلية للعمل في الجماعة، وإنما قد يصلح لعمل اخر غير النقيب لا يقل أهمية في كثير من الأحيان عن عمل النقيب .