قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس الأربعاء، إن عدم المساءلة عن مقتل موظفي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة "غير مقبول تماما". وقُبيل الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، لخص جوتيريش العام الماضي بأنه "كان قاسيا وصعبا جدا". وقال جوتيريش، في وصفه للحرب على غزة، إن هناك "انتهاكات كبيرة للغاية للقانون الدولي الإنساني وغيابا تاما للحماية الفعالة للمدنيين". وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 41 ألف فلسطيني استشهدوا منذ بدء الحرب.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن "ما يحدث في غزة غير مقبول تماما". وجاء في بيانات للأمم المتحدة أن نحو 300 من العاملين في المساعدات الإنسانية لقوا حتفهم في الصراع وإن أكثر من ثلثيهم من موظفي الأمم المتحدة. وشدد جوتيريش على وجوب إجراء تحقيق فعال ومحاسبة المسؤولين عن مقتلهم. وأضاف: "لدينا محاكم، لكننا نرى قرارات المحاكم لا تلقى احتراما، وهذا النوع من حالة عدم اليقين تجاه المساءلة غير مقبول بالمرة ويتطلب أيضا تفكيرا جديا".

وقالت محكمة العدل الدولية، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، في يوليو، إن احتلال الصهاينة للأراضي الفلسطينية والمستوطنات من الأمور غير المشروعة التي يجب التراجع عنها. وستصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضوا، الأسبوع المقبل على الأرجح، على مشروع قرار يمنح "إسرائيل" مهلة ستة أشهر للقيام بذلك.

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى إنه، منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي، لم يتحدث مع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي دائما ما يتهم الأمم المتحدة بمعاداة "إسرائيل". واجتمع الرجلان وجها لوجه في الأمم المتحدة قبل عام، وقال جوتيريش إنه سيفعل هذا مرة أخرى، إذا طلب نتنياهو ذلك. وأضاف جوتيريش "لم أتحدث معه لأنه لم يرد على مكالماتي الهاتفية، لكن لا سبب لدي لعدم التحدث إليه. لذا إذا جاء إلى نيويورك وطلب مقابلتي، فسأكون سعيدا جدا بمقابلته". وردا على سؤال عما إذا كان نتنياهو يعتزم الاجتماع مع جوتيريس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال السفير الصهيوني لدى المنظمة الدولية داني دانون إن جدول أعمال نتنياهو لم يتحدد بعد.

وعبر حسابه على منصة إكس، ندد جوتيريش، اليوم الخميس، بمقتل ستّة من موظفي "أونروا" في غارة للاحتلال استهدفت الأربعاء مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة وتديرها الوكالة الأممية.

وقال جوتيريش إنّ "ما يحدث في غزة غير مقبول على الإطلاق. لقد تعرّضت مدرسة تؤوي 12.000 شخص لقصف جوي صهيوني مرة أخرى اليوم. في عداد القتلى هناك ستة من زملائنا في وكالة أونروا. هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي يجب أن تتوقف الآن".