نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مسئولين أمريكيين كبار قولهم إن جيش الاحتلال الصهيوني حقق كل ما في وسعه عسكريا في قطاع غزة، مؤكدين أن القصف المستمر على القطاع لا يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر على المدنيين في حين تضاءلت إمكانية "زيادة إضعاف حركة حماس".
وأضافت "نيويورك تايمز"، في تقرير نشرته أمس الأربعاء، أن عددا متزايدا من مسئولي الأمن القومي في الحكومة الأمريكية أكدوا أن جيش الاحتلال "ألحق ضرراً شديداً بحماس، لكنه لن يتمكن أبداً من القضاء على الجماعة بالكامل".
ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين وصهاينة حاليين وسابقين قولهم إن أحد أكبر أهداف "إسرائيل" المتبقية في قطاع غزة والمتمثلة بعودة ما يقارب 115 محتجزا حيا وميتا في القطاع بعد أسرهم في السابع من أكتوبر الفائت "لا يمكن تحقيقه عسكريًا".
وقال الجنرال أميدرور، وهو زميل في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، للصحيفة إن "إنجازات إسرائيل في غزة مثيرة للإعجاب، لكنها بعيدة كل البعد عما ينبغي تحقيقه"، مضيفا: "إذا أخلت إسرائيل قواتها الآن فإن حماس، خلال عام، سوف تستعيد قوتها مرة أخرى"، وأكد أن وقف الحرب الآن سيكون بمثابة "كارثة لإسرائيل".
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسئولين أمريكيين قولهم إنه "بينما حاولت إسرائيل تدمير الأنفاق، إلا أنها فشلت. وقد أصبحت بعض مجمعات الأنفاق الكبيرة، التي استخدمتها حماس كمراكز قيادة، غير صالحة للعمل. ولكن الشبكة أثبتت أنها أكبر كثيراً مما توقعته إسرائيل، وتظل تشكل وسيلة فعالة تستخدمها حماس لإخفاء قادتها والتنقل بين المقاتلين".
وضرب هؤلاء مثالا على قدرة حركة حماس على تجميع صفوفها مجددا، وذلك عندما أضعف جيش الاحتلال قبضة الحركة على مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، إلا أنه اضطر للعودة إلى المنطقة في شهر مايو الفائت، بعدما أعادت الحركة تشكيل نفسها.
وقال رالف جوف، وهو أحد كبار المسئولين السابقين في وكالة المخابرات المركزية، إن "حماس مستنزفة إلى حد كبير ولكن لم يتم القضاء عليها، وقد لا يتمكن الإسرائيليون أبدًا من تحقيق الإبادة الكاملة لحماس".
وقال مسئولو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن "الدبلوماسية هي الطريقة الوحيدة التي يمكن لإسرائيل من خلالها تحقيق هدفها الأكبر على الأرجح، وهو استعادة الرهائن". ولكي توافق حركة حماس على إطلاق سراح المحتجزين، قال المسؤولون الأمريكيون إنه من الأهمية بمكان توفير حوافز للحركة بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مضيفين أن الحافز الأكبر هو إيجاد طريق مجد نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ومن المقرر أن تبدأ اليوم الخميس مباحثات وقف إطلاق النار في غزة، في الدوحة، وسط ترقب لما ستفضي إليه، أملاً في التوصل إلى اتفاق ينهي المأساة الإنسانية في القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفي نزع فتيل أزمة إقليمية لطالما جرى التحذير منها مع توعد إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وكانت حركة حماس قد حسمت موقفها بعدم المشاركة في أي لقاءات تفاوضية الخميس، وفقا لما أكده عضو المكتب السياسي للحركة سهيل الهندي لـ"العربي الجديد". وقال الهندي في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الحركة تطالب بالتزام واضح من قبل الاحتلال بما جرى الاتفاق عليه في الثاني من يوليو المنصرم، وفق ما نقله الوسطاء من توضيحات، وإذا حصل ذلك فالحركة جاهزة للدخول في آليات تنفيذ الاتفاق".