"مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" {الأحزاب:23}

لقد أراد الله لهذه الأمة أن تتشرف بالشهادة وأن تسعى لها وأن تكون أمنية للصادقين بل تكون شعارًا يرفعه المجاهدون "والموت في سبيل الله أسمى أمانينا".

لقد عاش البطل القائد الأخ إسماعيل هنية يتحين هذه الفرصة ويسعى لتلك الجائزة ويترقبها خلال حياة حافلة بالجهاد والتضحية والفداء، إلى أن نال أمنيته ووصل إلى بغيته وحصل على ما كان يسعى له، فهنيئا لك أيها البطل وقد وصلت إلى مرادك وبلغت غايتك وحققت أهدافك في هذه الدنيا بأن تخرج منها بطلا شهيدا.

لقد ظنوا بقتل القادة أنهم قد يثخنون في المقاومة ويضعفون قوتها ويطفئون شعلتها، ولكن خابوا وخسروا وما علموا أن هذا هو الطريق وأنه بارتقاء أبو العبد سيحمل الراية من بعده الملايين من أبناء هذه الأمة، فقد ظنوا من قبل بقتل حسن البنا وأحمد ياسين والرنتيسي، أنهم يوهنون قوة أهل الحق، وما علموا أن دماء قادتنا علامات مضيئة على الطريق، وبركانا يتفجر في وجوه البغاة الظالمين، ونارا تحرق الطغاة.

رحم الله القائد البطل أبو العبد وتقبله في الشهداء والصالحين والمجاهدين ورفع درجاته في عليين وعوّض أمتنا عنه خيرًا.

"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"

والله أكبر ولله الحمد

أ.د. محمود حسين
القائم بعمل فضيلة المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون"
الأربعاء 25 محرّم 1446 هـ - 31 يوليو 2024 م