في الوقت الذي كان يتوجب عليه المثول أمام المحكمة الدولية ليواجه مصيره عن الجرائم التي ارتكبها في حق الأطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة.. وقف المجرم "نتنياهو" أمام الكونجرس الأمريكي ليستعرض جرائمه وكأنها انتصارات ويتكلم عن مجازره وكأنها بطولات، بينما الحقائق على أرض الواقع تؤكد فشله العسكري في مواجهة رجال المقاومة الذين نجحوا -بحول الله- في إيقاع الهزيمة بجنوده وإلحاق العار بهم، في مواجهة تتسم بالرجولة والفداء، تلك الساحة التي فشل فيها المجرم "نتنياهو" وجيشه وجرَّ ثياب الخزي متباهيًا بقتل  المدنيين وحصد الأطفال والنساء!

إن وقوف الإرهابي القاتل أمام الكونجرس - والذي  يُفترض أن يكون مؤسسة ديمقراطية - ألحق العار بهذه المؤسسة التي تدَّعي - على غير الحقيقة - حماية الحريات؛ ليؤكد شراكتها مع الكيان الإرهابي في جرائمه، ويصنع جدارًا بينها وبين شعوب العالم الحر؛ التي لن تصمت كثيرًا على هذه الجرائم، كما يلحق العار بكل من صفَّق للمجرم وتواطأ في قتل هذه الأرواح البريئة والتنكيل بالمدنيين، وإهلاك الحرث والنسل وإبادة شعب يسعى إلى الحرية والاستقلال.

إننا نؤكد أن وقفة "نتنياهو" في الكونجرس إنما هي محاولة لاكتساب شرعية مفقودة لا يمنحها له إلا كل من فقد إنسانيته وانحرفت بوصلته وانجرف إلى الهاوية، كما نؤكد أن هذه المحاولة اليائسة لن تحقق له نصرًا، ولن تغير المعادلة على الأرض؛ فأصحاب الأرض ثابتون على مطالبهم ومصرُّون على انتزاع حقوقهم والحصول على حريتهم، لا يضرهم محاولات تزيين الباطل أو تزوير السرديات والحقائق.

وسيظل الحق الفلسطيني حقَّا أبلج، وسيظل الاحتلال ومن يسانده ومن يقف ورائه في صف الباطل، والحقُّ وإنْ طال الزمان منتصرٌ، والباطل وإن دعمه أهل الأرض منكسرٌ زاهق: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ (الأنبياء: 18).

والله أكبر ولله الحمد
د. طلعت فهمي
المتحدث الإعلامي باسم جماعة "الإخوان المسلمون"
الخميس، ١٩ محرم١٤٤٦هـ، ٢٥ يوليو ٢٠٢٤م