د. طلعت فهمي*

تأملت استشهاد الرجل الذي تمالأ على قتله الملك فاروق وزبانيته وأركان دولته والإنجليز ومن شايعهم من قوى الاستعمار البغيض وترك الرجل ينزف حتى الموت، ويقوم على تغسيله والده الطاعن في السن، ويحمل نعشه نساء البيت، ويمنع من الصلاة عليه، وتلقي العزاء فيه.

مشهد فريد في دلالته

قام الظالمون بحل جماعته في الثامن من ديسمبر 1948 ولم يستخدم الجهاز الخاص الذي شكله لجهاد الإنجليز والصهاينة في فلسطين في مواجهة الحكومة، وأرسل لمجاهدي الإخوان المسلحين في أرض فلسطين؛ لا علاقة لكم بما يحدث في مصر؛ فمهمتكم لم تنته مادام في فلسطين يهودي واحد يقاتل؛ فالرجل لم يكن يتبنى نهج مقاتلة الحكومات والحكام في ميدان الإصلاح والتغيير.

وهنا يبرز سؤال في الأذهان هو: لماذا حل الإخوان في هذه الظروف العصيبة بالنسبة للقضية الفلسطينية؟ ..

أجاب الأستاذ البنا رحمه الله على هذا السؤال فقال: إنها رغبة الحكومات العربية في إنهاء قضية فلسطين، وعلى غير ما تريدالشعوب.

يقول الإمام البنا، يصف الحكومة المصرية التي أصدرت قرار حل جماعة الإخوان المسلمين وكأنه يصف حكومات الانقلاب عام 2013 وما بعده :

الحكومة التي عجزت كل العجز عن إنقاذ شعبها من براثن الفقروالمرض والجهل، والغلاء الفاحش الذي يئن منه الأقوياء فضلاً عن الضعفاء.. هذه الحكومة التي تطارد الإخوان المسلمين، وهم الشعب وتحكم عليهم بالإجرام والنفي والتشريد ومصادرة الأموال والأملاك والحريات.

كانت رؤية الإمام الشهيد واضحة أشد الوضوح؛ فحين وصلته رسالة عن بطولات الإخوان المجاهدين في فلسطين، وعن بعض الذين استشهدوا فدمعت عينه، وتقلص فكه وبكى وقال: لهم الله هؤلاء الأبرار.. لهم الله في إيمانهم وجهادهم .. لهم الله فيما هم فيه وفيما ينتظرهم، وإن معركتهم الكبرى لا تزال أمامهم مع الفجرة من حكامهم الذين يخشونهم أشد من خشيتهم لليهود، مع الذين لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً، مع فاروق وجيش فاروق وبوليس فاروق، وتلامذة مناهج الاستعمار جميعاً، إن المجاهدين يبذلون دمهم في سبيل الله إنهم غرباء .. غرباء .. غرباء .. ولا أحسب أن غربتهم ستطول.

ولو أخذت الأمور وضعها الصحيح، وكانت الكلمة للحق لا للقوة، لحاكمناكم يا أيها المفرطون على التفريط ولحاسبناكم على هذا الفجورأشد الحساب، ولكن دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

وجدت الإمام الشهيد حسن البنا :

وضع تصوراً واضح المعالم من أجل إقامة الدين مستمسكاً بكتاب الله وسنة نبيه

مستصحباً التاريخ وجهود الأعلام السابقين في ميدان التربية والتغيير والإصلاح، بانياً للفرد، مؤسساً للأسرة، مرشداً للمجتمع، محرراً للوطن، مصلحاً للحكومة، مستعيداً لكيان الأمة الإسلامية، محققاً لعالمية الإسلام.

أسس دعوة، عمادها الفهم، وروحها الإخلاص، وعدتها العمل والجهاد والتضحية، وضابطها الطاعة والتجرد والثبات، ولحمتها الأخوة والثقة.

دعوة ذات خمسة مبادئ؛ فالله هو الغاية، والرسول هو الأسوة، والقرآن هوالدستور، والجهاد هو السبيل والموت في سبيل الله أسمى الأماني.

دعوة تجسدت في خمسة مظاهر: البساطة، والتلاوة، والصلاة، والجندية، والخلق.

إن دعوة الإخوان المسلمين حاطت دين الله من جميع جوانبه، فارتضته دينًا ينتظم مظاهر الحياة جميعًا، أعادته إلى حياة المسلمين وأعادت المسلمين إليه.

كشفت الأحداث أن دعوة الإخوان المسلمين كانت بحول الله وقوته  معقد الآمال، وسند التحرير، وداعمة الحريات، ومدعوة عند الشدائد والأمورالجسام.

يقول الرئيس البطل علي عزت بيحوفيتش: "أقول جملة للتاريخ لمن ضحوا من أجل الإسلام والمسلمين في كل مكان، لولا الإخوان المسلمون لضاعت البوسنة والهرسك".

ويقول الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين الأكبر- رحمه الله: "إني أؤمن بالإخوان المسلمين لأنهم جند الله الذين يهزمون جنود الشيطان".

ويقول ملك السعودية السابق، الملك فيصل- رحمه الله-: "الإخوان أبطال جاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله.

يقول فيهم مسلمو الهند قائلين للهندوس: "الإخوان في طريقهم إلينا ليخلصونا من أيديكم".

تبنى الإخوان قضية مسلمي الأويجور وأصدروا رسالة الصين والإسلام عام 1944.

حين تخاذل الغرب في الاعتراف بإندونيسا وباكستان؛ تقدم الإمام حسن البنا بمذكرة إلى جامعة الدول العربية يستنفر فيهم النخوة والغيرة مما حدا بعبد الرحمن عزام الأمين العام لجامعة الدول العربية آنذاك إلى بذل الجهد واستصدار قرار باعتراف الجامعة بالدولتين فاعترفت الدول الأخرى.

كما كانت دعوة الإخوان أول من وقف في وجه البهائية والقاديانية وحملات التبشير البروتستانية، كما تصدت هذه الدعوة  للبغاء وعملت على إلغائه، وكان مباحا بصفة رسمية في جميع مدن مصر

وأضحت دعوة الإخوان المسلمين ملهمة لأحزاب وهيئات ومؤسسات وجمعيات وكيانات في قرابة تسعين دولة في العالم.

رحم الله من ألف رجالاً قذف بالواحد منهم على البلد الميت فأحياه بإذن ربه؛ فكانوا منارات هدىً في العالم كله، شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً.

دعوة نهل من معينها الغزالي والقرضاوي وعبد العظيم الديب والسباعي وأبو غدة وسعيد حوي والصواف ومحمد الراشد وعيسى عبده وأبوالسعود ونحناح وأحمد ياسين وعزام وزينب الغزالي رئيسة جمعية السيدات المسلمات والتي زارها الأمير سعود عام 1951وكانت الحاجة زينب الغزالي حين تذهب إلى

السعودية تنزل في ضيافة القصر الملكي في السعودية، وهي من اقترحت عليهم وجوب تعليم النساء في السعودية

وآلاف مؤلفة ممن أحيا الله بهم الدنيا والدين.

فلسطين وما أدراك ما فلسطين!

فمنذ عام 1929 والأستاذ البنا يراسل الحاج أمين الحسيني ويدعمه بالمقترحات العملية، وتواصل الأستاذ البنا مع الشهيد عز الدين القسام عام 1933، واهتم الإخوان المسلمون اهتمامًا عمليًا بفلسطين على الصعد كافة، من خلال أهلها ودعم جهادهم،  وتولى أهل فلسطين إنشاء شعب الإخوان، وأرسل الإمام البنا الصاغ محمد لبيب إلى فلسطين لتدريب المجاهدين وأطلق الإمام البنا نفير الجهاد مناديًا: لبيك فلسطين، بعشرة آلاف مقاتل، وزار غزة عام 1948، وكانت بطولات الإخوان لا تنسى كما سطّرها الأستاذ كامل الشريف في كتابه(الإخوان المسلمون وحرب فلسطين).

ومن رحم الإخوان خرجت حركة المقاومة الإسلامية حماس.

ورحم الله الإمام فقد فتح الأبواب أمام المصلحين والمجددين حين ذكرفي أصول الفهم  أن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.

ولازالت جماعة الإخوان المسلمين الشغل الشاغل لكثير من مراكز الأبحاث .

وبات واجباً على أفرادها ومحبيهم بذل الجهد نحو الإصلاح والتجديد والتطوير، وأداء الواجبات، واستباق الأوقات نحو تنفيذ المهمات.

وللذين يتحدثون عن الإخوان المسلمين، نحن نقبل النصيحة من الجميع، ونقبل الانتقاد من الجميع، ولكننا في الحقيقة  لا نقبل الحديث الذي يجافي الحقائق، ونرد على الكلام الذي لا دليل عليه ، لأن هذه سنة في كتاب الله، أن يرد الداعي عن نفسه وعن دعوته، ومن قبل قال نوح  ياقوم ليس بي ضلالة، وقال هود يا قوم ليس بي سفاهة، فعلى الداعية أن يحسن الاستماع، وأن يحسن كذلك التحليل، والشرح، والتوضيح.

إن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن في يوم من الأيام منكفئة، ولامنزوية، ولا سرية، ومنذ بداية الدعوة كانت الدعوة كلها علنية، وفي كل الأوقات منذ سبعينيات القرن الماضي كان الإخوان في الاتحادات الطلابية،والنقابات المهنية، والبرلمانات،والمجالس المنتخبة ،والجمعيات والمساجد والمنتديات.

وحين قامت ثورة 2011 كانوا في القلب منها، وكانوا ملء السمع والبصر، ولم يكونوا من المستترين، وكَّونوا حزبا، ووصل أحدهم إلى رئاسة الدولة.

والإمام البنا، لم يكن منكفئا حين اختار اثنين من الساسة الأقباط، ليكونوا في الهيئة السياسية للإخوان المسلمين، للرجوع إليهم والانتفاع بخبراتهم في هذا المجتمع المتماوج وهذه الأحزاب المتصارعة.

وقد كان الإخوان في كل الأوقات يحسنون استقبال الناس والسياسيين والاستماع إليهم، وكانوا شركاء في تأسيس حركة كفاية، وكانوا شركاء في الجمعية الوطنية للتغيير، وكانت القائمة الوطنية الموحدة في انتخابات برلمان الثورة 2011 -2012 وكان منسقها الدكتور وحيد عبدالمجيد ولم يكن من الإخوان المسلمين ،وفي السنة التي حكم الدكتورمحمد مرسي كان جُل مساعديه ومستشاريه ووزرائه ومحافظيه ليسوا من الإخوان المسلمين.

ولم يعلم عن تاريخ الإخوان أنه كان فيهم متردية أو نطيحة، فمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين المكون من ثمانية عشر عضواً منهم أربعة عشر أستاذاً جامعياً معلماً ومدرساً ومناقشاً لرسائل الماجستيروالدكتوراه، والأربعة الآخرون في حكم أساتذة الجامعات، بحكم كم الشهادات العلمية التي حصلوا عليها.

وحين يسأل سائل : "لماذا لم يدخل الدكتور عصام العريان مكتبالإرشاد سنة 2008 ويتم استبعاد هذه الكفاءة ؟

لم يدخل الدكتور عصام العريان مكتب الإرشاد سنة 2008 ، لأن اللوائح لم تنطبق عليه، ولكن دخله حين انطبقت عليه اللوائح في عام2010، الدكتورعصام العريان ابن جماعة الإخوان المسلمين، والأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، وأمين صندوق نقابة الأطباء، ، وعضو مكتب الإرشاد للجماعة، والمتحدث باسمها، ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة؛ الذي وصل إلى الحكم وكانت هذه الجماعة بكل خبراتها فيها أفذاذ كُثُر، وكانوا كذلك من جيل الدكتور عصام العريان، والأجيال التي قبله والأجيال التي بعده، منهم  الدكتور محمد مرسي، والدكتورعبد الرحمن البر، والدكتور محمود غزلان، والدكتور محمد عبد الرحمن المرسي، والدكتور  محي حامد، والدكتور أسامة نصر الدين، والدكتور محمد وهدان،والدكتور محمود أبو زيد، والدكتور محمد علي بشر ، والدكتور محمد سعد الكتاتني، والدكتور حسام أبو بكر، والسابقون الكرام الدكتور محمد بديع، والدكتور رشاد البيومي، والدكتور محمود عزت، والأستاذ جمعه أمين، والمهندس خيرت الشاطر.

نحن قُبض علينا وحوكمنا عسكريا عام 1995، لأن الإخوان عقدوااجتماعاً لمجلس شوري جماعة الإخوان المسلمين، وأرادوا إجراءانتخابات داخلية، فقبض عليهم نظام مبارك، وتم الزج بنا في السجن لمدد تتراوح من ثلاث إلى خمس سنوات؛ لأنهم أرادوا تجديد دماء الجماعة، وبعد الثورة كانت الانتخابات في فندق "الفورسيزون"، وفي صناديق زجاجية.

نحن في جماعة الإخوان لسنا متصلبين، وإلا ما بقيت الجماعة الآن في مصر بعد عشر سنوات من المحنة.

من يقود الجماعة الآن في مصر؟

إنه الجيل الخامس أو الجيل السادس في داخل جماعة الإخوان المسلمين.

في ظل الأزمات، وفي ظل المحن كانت تدار الانتخابات الداخلية في جماعة الإخوان المسلمين، وفي ظل هذه الأوقات العصيبة، والكل متترس بدعوته، ويحافظ عليها.

إن جماعة الإخوان المسلمين تقبل نصح النصحاء، ولكن تقول: رويداً ومهلاً؛ فإن جماعة الإخوان المسلمين تتعرض لحرب ضروس من أجل حرفها عن مسارها وتغيير معتقدها في الإصلاح والتغيير، وهذه الحرب وراءها ستة أسباب رئيسة واضحة لدينا أشدالوضوح :

- السبب الأول: هو أن هذه الجماعة تحمل شمول الإسلام

- والسبب الثاني: أن هذه الجماعة انتشرت في أكثر من 90 دولة على مستوى العالم، حتى أن تيلرسون حين طلب منه ترامب بأن يصدر قرارا بأن هذه الجماعة جماعة إرهابية، قال له إن هؤلاء ملايين حول العالم وفي أمريكا، كيف نتعامل معهم، وقد وصلوا إلى الحكم وإلى البرلمان في كثير من دول العالم؟

وأما السبب الثالث: فهو أن هذه الجماعة كانت صاحبة الإنجاز وصاحبة تحرير الأوطان، وكانت مدعوة دائما عند الشدائد والمُلِمّات.

الإخوان المسلمون الذين كانوا عقدا أساسيا في إنشاء رابطة العالم الإسلامي بمكة، والتاريخ يشهد، ولهم إدارتهم المشهودة للندوة العالمية للشباب الإسلامي، وفي كل موطن وفي كل مكان كنت تجد هؤلاء الأفذاذ.

دخل الإخوان المسلمون في مصر، ودخل الإخوان المسلمون في العراق بقيادة مراقبهم محمد محمود الصواف، والإخوان المسلمون في الأردن بقيادة مراقبهم عبد اللطيف أبو قورة، والإخوان المسلمون في سوريا بقيادة مراقبهم مصطفى السباعي، ومن كل مكان.

والسبب الرابع أن الأحداث أثبتت أن دعوةالإخوان هي المهدد الحقيقي للكيان الصهيوني:

في إحدى مجلات الجامعة العبرية وضعت صورة الإمام الشهيد حسن البنا وكُتب تحتها: "إن صاحب هذه الصورة كان من أشد أعداءإسرائيل لدرجة أنه أرسل أتباعه عام 1948  من مصر ومن بعض البلدان لمحاربتنا، وكان دخوله الحرب مزعجًا لإسرائيل بدرجة مخيفة، ولولا أصدقاء إسرائيل في مصر تكفلوا آنذاك بكبح جماح أتباع حسن البنا وتخليص إسرائيل منهم لكان وضع اليهود الآن غير هذا الوضع".

والسبب الخامس أن الإسلام الذي يدين به الإخوان هو الدين الوحيد الذي يراه النظام العالمي الجديد عدوًا له:

بمراجعة ما كتبه هنري كسينجر عن الشعوب المسلمة والحركات الإسلامية:  وأخطر المجموعات هي المجموعة الخامسة الذين يأخذون بالإسلام شموليًا فيغطون به جوانب الحياة، يقول إذا رفعنا شعارًا رفعوه معنا ولكن بمفهومهم، إذا قلنا حقوق الإنسان يقولون نعم ولكن بمفهومهم، إذاقلنا ديمقراطية يقولون نعم ولكن بمفهومهم، وخطورتهم تكمن في أمرين، أولا: صعوبة كشفهم، فقد يكونون ممن يعدون الدراسات لدينا هنا في مكتبة الكونجرس الأمريكي ونحن لا نعرفهم، والأمر الثاني: أن لديهم تصورًا كاملًا للدولة ويريدون تنفيذه متى أتيحت الفرصة

ولذلك أجهضت التجربة المصرية التي حكمت لمدة عام واحد، وتمالأ عليها الشرق والغرب، وقال الصهاينة: نحن فعلنا كل ما بوسعنا، ولم يبق إلا الانقلاب.

والسبب السادس أن جماعة الإخوان المسلمين قدمت أسلوباً ونموذجاً فريداً في العمل الجماعي المنظم الذي يحمل الفكرة، ويعمل على نشرها وجذب الأنصار لها، ووضعها موضع التنفيذ.

نعم نحن قدمنا تضحيات جليلة، ولكن من أجل نهضة عظيمة للأمة في الحقيقة، وليس من أجل أثمان هزيلة، هؤلاء الذين نكثوا، والذين اعتدواعلى الإخوان المسلمين في مصر عام 1954، قال الإمام الهضيبي وقتها: أنا أحافظ على الأمة، وأنا أحافظ على الدولة، وأنا لن أدخل في صراع مع الجيش.

ولم نرفع السلاح في وجه الانقلابيين، وحدث بنا ما حل بنا، من أجل الحفاظ على مصر، وهذه ليست ثمرة هزيلة؛ فالناس الآن يلحظون، والناس الآن يستفيقون، وبان لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.

فتضحيات الإخوان لم تكن تضحيات جليلة أمام ثمرات هزيلة، ولكنها عند الله عز وجل في الميزان عظيمة، هي التي أطلقت ألسنة الناس، وهي التي علمت الكثير من الناس الإسلام، وأبواب الخير، ومع ذلك قال الإمام البنا في الأصول الـعشرين: (وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم).

فالباب مفتوح للجميع لنصح جماعة الإخوان المسلمين،  وأنا أستعيرهنا ما قاله أخي الدكتور الشنقيطي في مقابلة له على قناة الجزيرة منذ سنوات، حين هاجم أحد المتحدثين جماعة الإخوان المسلمين وأنها لاتعمل على تجديد نفسها، فرد الدكتور الشنقيطي وقال له: يا دكتوريعني الإخوان عايشين في سويسرا؟ أنت تعرف ظروف الإخوان، وأنت تعرف أحوال الإخوان، وهم مطاردون وهم مسجونون.

نسأل الله سبحانه وتعالى التيسير والسداد والرشاد،

ومرحبا بكل من ينصح الإخوان؛ فالإخوان ترى أن أهم ما في هذا المشروع، أنه يجيش عقول كل الأمة، من أجل أن نؤول إلى الأفضل وإلى الأحسن .

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون

*المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمون