•   د. طلعت فهمي: "شيطنة" المستبدين للإخوان سببها الخوف من شعبيتهم وتشجيعهم للانتخابات الديموقراطية الحرة
  •   الإخوان هم المظلة الأكبر للإسلام الوسطي في المنطقة.. وتنشيط جماعات العنف "إكسير" الحياة للأنظمة القمعية
  •   استرضاء الكيان الصهيوني أحد عوامل تصنيف "الإخوان" إرهابية نظرا لتاريخهم الطويل في مقاومة الاحتلال ورفض التطبيع
  •  بعض حكام الخليج ينظرون لـ"الإخوان" كمنافس أيديولوجي ويعتبرون تشجيعهم للانتخابات تهديدا وجوديا
  •  الأنظمة الاستبدادية تحرص باتهاماتها المستمرة للجماعة على ترسيخ صورة ذهنية غير صحيحة عنها في ذاكرة أجيال الأمة المتتالية، لتفكيك الحاضنة الشعبية للإخوان المسلمين

 

                  أرجع د. طلعت فهمي المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين، المحاولات المستمرة لوصم الجماعة بـ"الإرهاب"، إلى خمسة أسباب رئيسية وهي: استرضاء الأنظمة العربية المستبدة للكيان الصهيوني، تركيز الجماعة على الحريات واحترام الإنسان، الخوف من شعبية الإخوان المسلمين، محاولة ترسيخ صورة ذهنية غير صحيحة عن الجماعة في ذاكرة الأجيال، بالإضافة إلى أن تنشيط التطرف والعنف يعد "إكسير"حياة الأنظمة المستبدة .

جاء ذلك في حوار خاص للمتحدث الإعلامي، مساء الأربعاء 1 مارس 2023،عبر تليفزيون "وطن" مع الإعلامي نور عبد الحافظ .

استشهد فهمي، بحديث الأكاديمي والإعلامي القطري الدكتورعلي الهيل "إن الإخوان لهم تاريخهم الطويل في مقاومة إسرائيل ورفض الاعتراف بها، وهو ما دفع اللوبي في الإدارة لاتخاذ مثل هذا القرار".، تعليقا على سعي إدارة الانقلاب في مصر لدى الإدارة الأمريكية في عهد ترامب إلى تصنيف الجماعة، وكذلك حديث بنيامين نتنياهو: "إذا اتحدت تركيا ومصر ففي ذلك فناء إسرائيل"، وكيف تم تحويل ربع موازنة الكيان الصهيوني إلي وزارة الدفاع عام تولي الرئيس مرسي رحمه الله، حتى أنهم قالوا: "فعلنا كل شئ ولم يبق إلا الانقلاب"، وإذا تابعنا ما يحدث في سيناء تأكد صدق ما نقول.

وأردف قائلا: إن (ديفيد كيركباتريك) مراسل نيويورك تايم الأمريكية، الذي تولى خلال سنوات الربيع العربي إدارة مكتب صحيفة نيويورك تايمز في القاهرة بين عامي 2011 و2015 ، وكتب عدة مقالات انتقد فيها النظام القمعي في مصر والأنظمة القمعية الأخرى في المنطقة، وألف كتاب (مصرفي أيدي العسكر)، قال: "إن السمة التي تميز جماعة الإخوان المسلمين أنها تؤيد إجراء انتخابات ديمقراطية في جميع أنحاء الوطن العربي، مما يجعلها على خلاف مع الحكومات الاستبدادية في المنطقة، وفي خلاف مع الجماعات التي تتبنى العنف"

وتابع فهمي:"وبالرجوع إلى مدونة (لوبي لوج) الأمريكية بتاريخ 3 مايو 2019 -وهي مدونة معنية بتحليلات السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط - نجد تقريراً كتبه د."إيميل نخلة"-وهو ضابط مخابرات سابق ومحلل سياسي أمريكي من أصول عربية- يقول فيه:

 "لقد أثار قرار جماعة الإخوان المسلمين بالتركيز على الانتخابات عداء الديكتاتوريين العرب، ولأن جماعة الإخوان المسلمين قدمت الخدمات التي فشلت الدولة في القيام بها، وأصبح الإخوان المسلمون وجه الإسلام المدني في مصروالعديد من المجتمعات العربية والإسلامية. وفي 4 مايو 2019م ، قالت وكالة رويترز في تقرير أعده كل من "دومونيك ايفنس" و "سامية نخول" و حرره "وليم ماكلين":" إن هناك من حكام الخليج من ينظر إلى جماعة الإخوان المسلمين كمنافس أيديولوجي، وأن تشجيعها للنشاط السياسي، بما فيه الانتخابات، يشكل تهديداً للأسر الحاكمة، والجماعة انخرطت سياسياً حيثما كان ذلك ممكناً".

وقال: "من المعلوم أن خلاف جمال عبد الناصر مع جماعة الإخوان المسلمين عام 1954 كان منشؤه انحياز الجماعة إلى النظام الدستوري النيابي واحترام حرية الشعب في اختيار حكامه".

ويرى المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين، أن الخوف من شعبية جماعة الإخوان المسلمين، يعد السبب الثالث في محاولات وصم الجماعة بـ" الإرهاب"، وترويج ذلك إعلاميا،

متابعا: "لقد قال الدكتور"إيميل نخلة"، في التقريرالسابق ذكره:" شرع السيسي وزملاؤه المستبدون العرب في شيطنة جماعة الإخوان المسلمين واستهداف أعضائها لخشية هؤلاء المستبدين من شعبية جماعة الإخوان المسلمين واهتمامها لحقوق الإنسان والمشاركة السياسية وسيادة القانون"..

كما نشرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية مقالاً تحليلياً لـ" زيفي بارئيل" محلل شؤون الشرق  الأوسط في الصحيفة ورد فيه: "إن إجراءات السيسي العنيفة ضد جماعة الإخوان المسلمين وتصنيفها كمنظمة إرهابية نابعة بشكل رئيس من قلقه من شعبيتها وقوتها السياسي،  فيما أشارت " شمريت مئير" الخبيرة الصهيونية في الشؤون العربية، في مقابلة لها مع صحيفة معاريف، إلى نقطتين مهمتين: 

- أن سلطات الانقلاب ترى أنها بعدما كل ما قامت به فإن جماعة الإخوان المسلمين تشكل تهديدا عليها وتعتبر ظاهرة قوية في مصر. 

- أن الإخوان المسلمين في حال دخول أفراد أو عناصر منهم أي عملية انتخابية فإنهم يفوزون فيها.

وقالت: "علينا دائماً أن نتذكر أن هذه الجماعة هي التي انجبت الرئيس المصري السابق محمد مرسي، خلال حقبة الربيع العربي"، إضافة إلى أن "الجماعة تنطلق من فرضية شمول الإسلام وحله لمشاكل الحياة، وأنها تقترب من الطبقات الاجتماعية التي تحتاج الرعاية وتنجح في توفير الحلول والإجابات لكل مشاكلهم الحياتية".

كما أكد فهمي، أن الأنظمة الاستبدادية تحرص باتهاماتها المستمرة لجماعة الإخوان المسلمين على ترسيخ صورة ذهنية غير صحيحة عن الجماعة في ذاكرة أجيال الأمة المتتالية، من أجل العمل على تفكيك الحاضنة الشعبية لجماعة الإخوان المسلمين وهي قاعدة جماهيرية عريضة تؤمن بالمشروع الإصلاحي المتدرج للجماعة، وهذه الحاضنة الشعبية هي التي يظهر تأييدها لممثلي جماعة الإخوان المسلمين في كل الاستحقاقات الانتخابية الطلابية والمهنية والبرلمانية والرئاسية.

وعند الوصول للسبب الخامس والأخير، من وجهة نظر د. طلعت فهمي في الإجابة على سؤال: "لماذا المحاولات المستمرة لوصم الجماعة ب"الإرهاب"؟، قال: "إن تنشيط التطرف والعنف هو أكسير حياة الأنظمة المستبدة، و وفقا لما ورد في موقع "علامات أونلاين" بتاريخ 3 مايو 2019م، هناك مقولة لـ"ديفيد هيرست" الكاتب والصحفي البريطاني المعروف والمتخصص في قضايا الشرق الأوسط عن محاولات حظر الإخوان بأنها "إبرة منشطة للقاعدة وداعش"، مشيرا إلى تقرير سابق للمخابرات الأمريكية ورد فيه: "أن حظر جماعة الإخوان المسلمين يساعد التطرف ولا يقضي عليه"، مؤكدا أن كل التقارير الدولية الصادرة عن الهيئات والأكاديميات المعتبرة والشخصيات المنصفة ترفض وصف جماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب!

واستعرض فهمي مجموعة من التقارير تؤكد ما سبق، منها: تقرير ترجمته عربي21 عن مؤسسة كارنيجي للسلام ورد فيه: "جماعة الإخوان المسلمين لا ينطبق عليهم التعريف القانوني للمنظمة الإرهابية الأجنبية، ولا توجد أي أدلة ذات مصداقية على أن جماعة الإخوان المسلمين بصفتها منظمة تستعمل العنف لتحقيق أغراضها السياسية." 

وفي تقرير الدكتور إيميل نخلة السالف ذكره في مدونة " لوبي لوج" يقول فيه : "إن قرار إعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية يعكس جهلاً بتاريخ المنظمة وجذورها العميقة في العالم الإسلامي وتأثيرها على النشاط السياسي الإسلامي السائد عالمياً."

وورد في تقرير ديفيد كير كابتريك السابق الإشارة إليه : "إن المؤرخين الذين تناولوا تاريخ جماعة الإخوان المسلمين المصرية منذ تأسيسها على يد حسن البنا سنة 1928م يؤكدون أنهم لم يكن هناك أي دليل على أن جماعة الإخوان المسلمين تورطت بأعمال عنف."

ويقول أرسلان افتخار المحامي الدولي المعروف: "إن تسمية جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية مجرد ستار دخاني كثيف لتجريم الحياة السياسية الإسلامية." 

وقد رفض ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي الأسبق تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، بحسب رغبة ترامب الرئيس الأمريكي السابق، كما رفضت المخابرات الأمريكية كذلك هذا التصنيف في تقرير لها عام 2017م.

وانتهى  د. طلعت فهمي بتوجيه رسالة للإخوان، قائلا: "من هذا المنبر الكريم أقول لكل الاخوان المسلمين ومحبيهم ومؤيديهم : بفضل الله وبرحمته فلتفرحوا ولتسعدوا..  هذا حديث غيركم عنكم وهكذا ينظرالآخرون لكم، فدعوكم من أناس مهزومين من داخلهم أشعروا بالفشل فاستشعروه وتجرعوه، واستسلموا لمقولات المحرضين والمثبطين والمحبطين ليخرجوا من ميدان العمل والإنجازويتركوه لغيرهم" . 

لمتابعة الحوار كاملا : 

Facebook: https://2u.pw/ZHsnqP

Twitter: https://2u.pw/qmGBVZ

Telegram: https://t.me/mbs_talaat