تُعدّ القصة المعبرة هي الأقرب إلى الإحساس والمشاعر، والأكثر إثارة للعواطف ودفء التصور، والأهم من ذلك الأسرع في إيصال المعنى دون تكلف، فلا يمل السامع ولا يسأم من كلام مخاطب

ومن أنواع قصص الأطفال:

  1. قصص ألعاب الأصابع.
  2. القصص الفكاهية.
  3. القصص الخيالية.
  4. الأساطير.
  5. الخوارق.
  6. القصص التاريخية.
  7. القصص العلمية.
  8. القصص الدينية.
  9. قصص الحيوان.

أسس اختيار قصص الأطفال:

-1 أن تكون القصَّة مناسبةً لعمر الطفل الزمني وعمره العقلي، وكلَّما كان سنُّ الطِّفل أصغرَ، كان التَّفضيل في جعْل شخصيات القصَّة أقلَّ، والجمل أقصَر وأبسط؛ تَجنُّبًا لتشتيت ذهن الطفل.
-2أن يحوي موضوع القصَّة على الفضائل والقيم والمُثُل العليا، والاتِّجاهات المرغوب فيها، والمراد إكسابها للطفل أو تعزيزها لديْه، أو بِهدف تعديل السُّلوكيات غير المرغوب فيها.


-3 أن تكون الشخصيَّات في القصَّة واضحة وقويَّة، ومما يجذب الطفل، ومرسومةً وملونة بشكل جَمالي معبِّر عن النَّصِّ المكتوب، وكلَّما كان سنُّ الطفل أصغرَ، كان التَّفْضيلُ في جعْل رسوم وألوان القصَّة واضحة ومُلْفِتة؛ لاعتماد الطفل بقوَّة على حاسة النظر في استكشاف العالم الخارجي.


-4 أن تكون مكتوبةً بأسلوب سهل ومبسط، ولغة راقية تثري حصيلة الطفل اللغوية، وتشتمل على أفكار مترابطة، وأحداث مُتعاقبة توسِّع الخيال وتشجِّع على التَّفكير السليم.


-5 إشراك الطفل في اختِيار قصصِه بنفسِه، حين يكون في سن يمكنُه الاعتماد فيه على نفسه في القراءة، واصطِحابه إلى المكتبات ليتعرَّف على أنْواع القصص وأشْكالِها، ومناقشته وتوجيهه حول ما هو أفضلُ لسنِّه وعقليَّته ومبادئ الأسرة وقيمها الإسلاميَّة.

القصص الواجب تجنبها مع الأطفال:

  1. القصص التي تُثير الرعب والمخاوف؛ لكوْنِها تسبِّب اضطرابات في النَّوم.
  2. القصص التي تَحوي قيمًا غير إسلامية أو عقائد منافية، كما في بعض القصَص المترجمة عن الأيديولوجيات الغربيَّة.
  3. القصص القائمة على السخرية من الآخرين، وإيقاع الأذى بهم.
  4. القصص التي تمجِّد انتِصار الشَّرِّ والظُّلم على الخير والعَدْل.

من أين نستقي القصص للأطفال؟

  1. قصص القرآن الكريم: أفضِّل شخصيًّا قراءة القصَّة على الطِّفْل من المصحف نفسه؛ لربْط الطِّفْل بالقرآن، أنا أفعل ذلك حتَّى لو كنتُ أحفظُ القصَّة عن ظهْر قلب.
  2. قصص السيرة النبوية.
  3. قصص التَّاريخ الإسلامي الحافل بقصَص العُظماء والعُلماء والبطولات.
  4. ابتِكار قصصٍ خياليَّة من المخيلة، ترتبِط بالأحْداث الحيويَّة اليوميَّة، وأنصحُك في هذا المجال أن تَجعلي الطفل هو بطل القصَّة، أو اختيار اسمِه لشخصيَّة البطل في القصَّة.

الضوابط الشرعية في قصص الأطفال:

يشترط في هذه القصص الخياليَّة أن تمسَّ الواقع، وتُعالج بعضَ ما فيه من خلل، مع الإِشارة إلى أنَّها ليستْ حقيقيَّة، وإنَّما هي من نسْج الخيال، وقد أفْتى بِهذا الشَّيخُ ابن عثيمين – رحمه الله – وغيره.

في أي عمر نبدأ بقراءة القصة للأطفال؟

لا بدَّ من القراءة للطِّفْل وهو ما يزال جنينًا، ثُمَّ بعد الوِلادة وحتَّى عامِه الأوَّل تُقرأ عليْه القصص المطبوعة في ورق كرتوني مقوَّى؛ كي لا يمزقها الطفل، أو القصص القماشية؛ فقد أثبتتِ الدراسات الحديثة: أنَّ الأطفال الذين يستمعون للقراءة منذُ الصِّغر ينشأ لديْهم حبٌّ وشغفٌ للقِراءة بقيَّة حياتِهم، كما أنَّ الأطفال يستجيبون بعد الإنْجاب إلى القصَص التي استمعوا لها بشكْلٍ مُعتاد أثناءَ مكوثِهم في الرَّحِم؛ ولهذا نَجِدُ الكثيرَ من براعم حفَظَةِ القُرآن قد أكملوا ختْم القُرآن في سنٍّ مُبكِّرة؛ لأنَّ أمَّهاتِهم كنَّ يُسمعْنَهم صوتَ القرآن خلال فترات الحمل.

كيف نجعل قصَّة الطِّفل تَجربة مُمتعة وأسلوبًا تربويًّا؟

  1. اختيار الوقت المناسب، بِحيث تتجنَّب الأمُّ الأوْقاتَ التي ينشغِل فيها الطِّفْل ذهنيًّا؛ كأوْقات اللَّعِب ومشاهدة التِّلفاز، أو أثناء تناوُل الطَّعام، وساعات الغضَب والبكاء والجوع والإرهاق ونحو ذلك، ويفضَّل تَحديد وقْتٍ مُعيَّن ليكونَ عادةً للطِّفْل بأنَّ هذا هو وقْتُ القصَّة، كالوقت الذي يسبق النَّوم مثلاً؛ لتشْجيعِه على القراءة فيما بعد.
  2. اختيار المكان المُناسب لسَرْدِ القصَّة، كالجلوس معه على سرير النَّوم، أو تَخصيص ركن في غرفة الطِّفل يحوي مكتبًا ومكتبة صغيرة للطِّفل، تضمُّ قصصًا وكُتُبًا ومجلات للأطْفال، وتَخصيص هذا المكان للقِراءة والكتابة، وبِهذا الصَّدد يفترض بالوالدين النزول من قمَّة الجبل التي يعتليانها قياسًا على طول الطفل، والاقتِراب منه جسديًّا عند الحديث، والاهتِمام بالاتِّصال البصري مع الطِّفل.
  3.  أن يكون قارئ القصَّة مرتاحًا وغير منشغل ذهنيًّا أو جسديًّا، فالقِراءة خبرة تعليميَّة لا يُمكن للطِّفل نسيانُها، وليس الهدف أن يسمع الطِّفل القصَّة وحسْب، بل ويستمتِع بِها أيضًا، ومن المهمِّ أن يتحلَّى المربِّي بالصَّبر والحِكْمة في التَّعامُل مع أسئلة الطفل ومقاطعاته المتوقَّعة.
  4. قراءة القصَّة بصوْتٍ واضح ودافئ وحنون، مع التَّلاعُب بنبرات الصَّوت وتعبيرات الوجْه، والانفِعال والتَّفاعُل مع شخصيَّات القصَّة لجذْب الطِّفْل لسماعها.
  5.  الحوار مع الطِّفْل خِلال القصَّة، من خلال سرْد الأسئِلة أو الطَّلب من الطِّفْل إكمالَ بعض الجمل والمقاطع؛ لتنمية خياله وللمحافظة على أطول وقْتٍ من قُدْرةِ الطِّفْل على الانتِباه، ومن المُمْكن الوقوف عند مقْطعٍ مشوق من القصَّة، ثُمَّ إخْبار الطفل باستِكْمال الجزْء الثَّاني في اليوم التَّالي؛ بِهدف التَّشويق وتوْثيق علاقة الطِّفْل بالقصَّة، (وتوقَّعي مزيدًا من الإلحاح طيلة اليوم التَّالي لمعرفة نِهاية القصَّة، فإن لم يكن لديْك صبر فلا تلجئي لهذا الأسلوب).
  6.  مناقشة الطِّفْل عن مَحاور القصة بعد الفراغ منها.