ما تزال دول حول العالم تشهد احتجاجات نادرة في ظل تداعيات اقتصادية شديدة إثر الحرب في أوكرانيا ووباء كورونا، وصلت إلى دولة بنما، في حين شهدت سريلانكا هروب رئيسها وسط غضب شعبي كبير.

ونزل آلاف المتظاهرين إلى شوارع بنما لمطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات ضد التضخم والفساد.

كان المتظاهرون قد خرجوا إلى الشارع الاثنين، ما دفع بالرئيس لورنتينو كورتيز للإعلان عن خفض أسعار البنزين للعربات الخاصة إلى 3,95 دولار للغالون، اعتبارا من 15 يوليو، أي بنسبة 24 في المائة عن الأسعار في نهاية يونيو، وهو إجراء يستفيد منه النقل العام منذ مايو.

كما أعلن بأن حكومته ستصدر مرسوما يقضي بتجميد أسعار عشرات السلع الأساسية.

إلا أن المتظاهرين يؤكدون أن "الوضع في بنما لا يطاق".

وإضافة إلى مظاهرات العاصمة، خرجت تظاهرات في كافة أنحاء البلاد، رغم إعلان الرئيس عن تلك الإجراءات.

وتقول العديد من النقابات إن المظاهرات ستتواصل إلى حين خفض أسعار البنزين دون ثلاثة دولارات للجالون.

وارتفعت أسعار الوقود في بنما بنسبة 47 في المائة بين يناير ويوليو.

هروب رئيس سيرلانكا

ووصل الرئيس السريلانكي جوتابايا راجابكسا، فجر الأربعاء، إلى المالديف، على متن طائرة عسكرية أقلّته من كولومبو بعدما تعهّد الاستقالة من منصبه إثر احتجاجات شعبية عارمة ضدّه.

وقال مسئول في مطار ماليه، عاصمة جزر المالديف، إنّ الطائرة العسكرية، وهي من طراز أنطونوف-32، هبطت في المطار آتية من كولومبو، وعلى متنها أربعة أشخاص بينهم الرئيس البالغ 73 عاماً وزوجته وحارس شخصي.

وأضاف أنّه فور نزولهم من الطائرة، تمّ اصطحابهم بحراسة الشرطة، إلى وجهة لم تُعرف في الحال.

 وكان راجاباكسا وعد بإعلان استقالته من منصبه الأربعاء، قائلاً إنّه يريد إتاحة حصول "انتقال سلمي للسلطة".

وكان الرئيس قد فرّ من مقرّ إقامته الرسمي في العاصمة كولومبو السبت الماضي، بعد أن اقتحم هذا المقرّ عشرات آلاف المحتجين الغاضبين، متوّجين بذلك أشهراً من المظاهرات المطالبة باستقالته بسبب أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد.

وسعى راجاباكسا للسفر إلى الخارج، بينما لا يزال يتمتّع بالحصانة من الملاحقة القضائية، لأنّه إذا استقال أثناء وجوده في بلاده فستسقط عنه الحصانة، ومن المرجّح أن يتعرّض للاحتجاز.

وفشلت محاولاته السابقة للسفر على متن طائرة عسكرية إلى الهند، أقرب جيران سريلانكا، إذ إنّ السلطات الهندية لم تسمح لطائرة عسكرية بالهبوط في مطار مدني.

ولا يصدر مكتب الرئاسة بيانات عن وضع الرئيس، لكن راجابكسا الذي لا يزال القائد الأعلى للقوات المسلحة يتمتع بإمكانية استخدام وسائط عسكرية.

واستخدم الرئيس بالفعل سفينة تابعة للبحرية لنقله السبت، من القصر الرئاسي الذي يحاصره المحتجون إلى قاعدة كاتوناياكي، في شمال شرق البلاد. وتوجه الاثنين إلى مطار كولومبو الدولي على متن مروحية.

محاولته الذهاب إلى الإمارات

وأمضى الرئيس وزوجته ليل الثلاثاء في قاعدة عسكرية بالقرب من المطار الدولي، بعد أن فاتته أربع رحلات جوية كان من الممكن أن تقلهما إلى الإمارات.

وفوّت شقيقه الأصغر باسل الذي استقال من منصب وزير المالية في أبريل رحلة جوية متجهة إلى دبي، بعد مواجهة مماثلة مع سلطات الهجرة.

وترك الرئيس السريلانكي في القصر حقيبة مليئة بالوثائق و 17,85 مليون روبية (49 ألف يورو) نقدًا، تم تسليمها للمحكمة.

وفي حال استقالة راجابكسا، سيتولى رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينج منصب الرئيس بالوكالة تلقائيا، إلى حين انتخاب البرلمان نائبا يكمل الولاية التي تنتهي في نوفمبر 2024.

لكن ويكرمسينج يواجه أيضا تحديا من المتظاهرين الذين يخيمون أمام مكتب الرئاسة منذ أكثر من ثلاثة أشهر للمطالبة باستقالة الرئيس بسبب الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تمر بها البلاد.

ويتهم راجابكسا بسوء إدارة الاقتصاد إلى حد أن العملات الأجنبية نفدت من البلاد لتمويل حتى الواردات الأساسية، وهو أمر ترك السكان البالغ عددهم 22 مليون نسمة في وضع صعب للغاية.

وتخلّفت سريلانكا عن سداد ديونها الأجنبية البالغ قدرها 51 مليار دولار في أبريل، وتجري محادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل خطة إنقاذ محتملة.

واستهلكت سريلانكا تقريبا إمداداتها الشحيحة أساسا من البترول. وأمرت الحكومة بإغلاق المكاتب والمدارس غير الأساسية لتخفيف حركة السير وتوفير الوقود. ونزل آلاف المتظاهرين إلى شوارع بنما مجددا الثلاثاء، لمطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات ضد التضخم والفساد.