شيعت بالأمس جنازة رئيس أقسام الجراحة السابق بطب جامعة الإسكندرية الدكتور محمد رفيق خليل، والذي توفي متأثرًا بفيروس كورونا ليتجاوز ضحايا الجيش الأبيض 400 طبيب منذ بداية الجائحة، وهو ما أعلنته صفحة نقابة الأطباء على "فيسبوك" في وقت يشكك فيه أطباء الأقاليم من صحة ما تدعيه النقابة من أرقام معتقدين أن الرقم فيه مجاملة من نوع ما لحكومة الانقلاب.
فأحد المعلقين @Olsp5Tu0Cvm0jDK قال إن "والله حرام لما تقولوا وصل العدد الي 400 طبيب. انا من المنصورة عن لسان مسؤلوا العزل في كلية الطب بالمنصورة أكثر من 362 وفاة أطباء حتي 22/2/2021 فقط المنصورة.".
وتساءل الإعلامي والحقوقي هيثم أبو خليل عن أسباب تجاهل الانقلاب حقوق الشهداء من الأطباء في معركة كورونا، وقال: "بعد وصول عدد شهداء الأطباء في مكافحة كورونا إلي 400 طبيب.. من وجهة نظرك لماذا لا يقيم السيسي حفل تكريم لجميع عائلات شهداء الأطباء.. وإعلان منحهم كافة إمتيازات شهداء الوطن تقديراً لجهودهم؟".
كارثة غير طبيعية
رغم ذلك يتفق المراقبون أن حجم الوفيات -رغم ما فيه من مجاملة- ضخم إذا ما قورن بحجم وفيات الأطباء في بقية دول العالم، فالسعودي عبد الله القاضي @AbdullahAlkadi2 يعلق ".. 400 طبيب مصري ماتو بسبب كورونا في عام واحد. هل هذا شيء طبيعي؟؟".
أما عز سيف @ezzsaif فيقول: "اعلنت نقابة الاطباء وصول عدد الاطباء المتوفين بكوفيد ١٩ فى مصر يصل الى ٤٠٠ طبيب .... هذا الرقم يعكس كارثة تفشي الوباء و تخلف مستوى الوقاية .... امريكا التى حالات الوفاة بها تعدت نصف مليون عدد الاطباء و التمريض الذين توفوا بكوفيد ١٤ فقط".
وفي أكتوبر الماضي، أعلن مستشار السيسي للصحة الدكتور محمد عوض تاج الدين، وزير صحة سابق في عهد المخلوع، أن (إصابات كورونا المعلنة ليست حقيقية وفقا للشق الفني).
وفي مقارنة وفيات الأطباء بحجم وفيات كورونا في مصر حتى مايو 2020، كشف الطبيب "أحمد لطفي" الفارق مع دول العالم حيث "نسبة وفيات الأطباء لإجمالي حالات الوفاة ٠.١٧٪ في أمريكا و ٠.٥٤٪ في بريطانيا و ٠.٤٪ في فرنسا على سبيل المثال، بينما في مصر ٢.٤٪، يعني ١٤ ضعف المعدل في أمريكا و ٦ أضعافه مقارنة بفرنسا".
واشار مراقبون إلى أن الأطباء هم من يقفون بالصف الأول للتصدي للجائحة، يعيشون في واقع مؤلم بشكل يومي، معتبرين أن وفيات الجائحة قد تكون مجرد أرقام، أقل من معاناة الأطباء والأثر النفسي لوفيات مؤثرة في مجتمع إنساني للأطباء منهم معتقلين ومضطهدين.
بينما يشير آخرون إلى أن حجم وفيات الأطباء من الأسماء الثقيلة يظهر أن وفيات العاملين العاديين بالقطاع الصحي والطبي عشرات أضعاف ما يعلن عنه النظام، فضلا عن وفيات عموم المواطنين التي هي بطبيعة الحال تشهد ارقاما مرعبة بشكل لا يصدق.