- الشيخ جمعة أمين: الإمام أول مَن دعا إلى تحرير فلسطين

- د. شاهين: البنا دعم "القسام" بكتائب الإخوان فأبلت بلاءً حسنًا

- المستشار جريشة: جنَّد إمكانات الإخوان لضرب المشروع الصهيوني

 

تحقيق- أحمد رمضان

أدرك الإمام البنا أبعاد المؤامرة على فلسطين وخطورة قيام الكيان الصهيوني، فرأى عليه رحمه الله تركيزَ الجهودِ على فلسطين؛ حتى لا يبتلعَها اليهود، ورأى تجاوز الصراع مع أي نظام أو حزب وتوجيه الطاقاتِ لضربِ اليهود، وبالفعل لم يصطدمْ مع نظام فاروق ما دام صراعه مع اليهود قائمًا "رأس الأفعى التي لا بد من ضربها".

 

هذا التحقيق يحاول الإجابة على عدد من الأسئلة، منها إلى أي حدٍّ شغلت القضية الفلسطينية بالَ الإمام البنا؟ وماذا قدَّم للصراع العربي الصهيوني من خلال جماعة الإخوان المسلمين؟!!

 

 أ. جمعة أمين

 

من جانبه يقول الشيخ جمعة أمين "عضو مكتب الارشاد": إن الإخوان كانوا قممًا رائعة التجرد والأخلاق الجهادية، فقدموا للقضية أعزَّ ما يملكون وهي أرواحهم، ويحكي قائلاً: الجامعة العربية عرضت على كتيبة الإخوان التي كانت بصحبة البطل أحمد عبد العزيز رواتبَ فكان رد الكتيبة بأكملِها لا نريد رواتب.

 

ويضيف: إن الإمام البنا من أوائل الذين دعوا إلى تحرير فلسطين، واستخدم لذلك وسائلَ عمليةً منها دعوته إلى مقاطعة المجلات اليهودية في القاهرة يومها، كما دعا إلى عَقْدِ مؤتمر عربي للمِّ الشمل العربي من أجل نصرة فلسطين وتحرير القدس، كما دعا إلى جمع التبرعات وابتكر لذلك وسيلةً جديدةً، وهو إصدار طابع بقيمة قرش لصالح القضية الفلسطينية.

 

ويرى أن من رؤى الإمام البنا الثاقبة تجاه القضية رأيه بعدم تدخل الجيوش العربية في فلسطين، وعرض هذا الرأي على النقراشي، أن يواجهَ الإخوانُ اليهودَ، فإذا قضوا على الإخوان كان للنظام المصري آنذاك ما أراد وارتاح من الإخوان، وإن انتصر الإخوان على اليهود ارتاح العرب من هؤلاء الصهاينة.

 

كما أراد الإمام البنا من هذا الرأي- والكلام للشيخ جمعة- أن تتحول الحرب في فلسطين إلى حرب عصابات لا حرب جيوش نظامية لسببين أولهما: أنه يعرف تمامًا ما وراء هذه الجيوش وموالاة هذه الأنظمة للاستعمار الذي يؤيد قيام الدولة الصهيونية أصلاً.

 

ثانيًا: أن حرب العصابات لن يقدر عليها اليهود ولن يستطيعوا أن يصمدوا فيها، خاصةً وأن الذي يواجههم هم الإخوان.

 

ويختم الشيخ جمعة أمين حديثه قائلاً: إن الإمام البنا شارك في حرب فلسطين بعدة وسائل، منها الكتائب التي أرسلها عن طريق الجامعة العربية، حيث اتفق مع عبد الرحمن عزام على أن يعد عشرة آلاف مسلح يخرج هو على رأسهم لقتال اليهود، ذكر الإمام البنا ذلك في برقيةٍ بعث بها إلى مؤتمر القمة العربي في هذا التوقيت جاء فيها: إن الإخوان المسلمين على استعدادٍ لإدخال عشرة آلاف مجاهد متطوع كدفعة أولى للقتال ضد اليهود في فلسطين كما قام بالاتصال بمصطفى السباعي مراقب الإخوان في سوريا وأمره أن يخرجَ بكتيبة إلى فلسطين ونفس الأمر تكرَّر مع عبد اللطيف أبو قورة مسئول الإخوان بالأردن وكذا الشيخ محمود الصواف مراقب الإخوان بالعراق.

 

الجهاد في فلسطين