تتميز محافظة المنوفية بالعديد من المعالم التاريخية والأثرية من أهمها متحف "دنشواي" الذي تم إنشاؤه عام 1963 على نفس الأرض التي وقعت عليها حادثة دنشواي. قرية "دنشواي" بمركز الشهداء, تم بناء هذا المتحف تخليدًا وتكريمًا لشهداء حادثة دنشواي التي وقعت أحداثها عام 1906 وتمت فيها محاكمة الفلاحين المصريين, ثم أعيد بناؤه ليصبح متحفًا ضخمًا ومؤسسة ثقافية فنية تاريخية وتمت إعادة افتتاحه رسميًّا في الأول من يوليو عام 1999, وصمم المتحف على يد المهندس هاني المنياوي.

 

ويمتاز متحف دنشواي بالتصميم التتابعي الحلزوني للطوابق كي يستطيع الزائر منذ دخوله أن يتعرف على قصة حادثة دنشواي منذ دخول الضباط الإنجليز القرية وحتى نهاية الحادثة.

 

ويحتوي على بعض التماثيل التي توضح ملابس أحد الفلاحين وكذلك ملابس أحد الوزراء وأحد الجنود الإنجليز, ونموذج مصغر للقرية يعرض أبراج الحمام والساقية، ثم لوحة تعرض العملة المصرية الموجودة في تلك الفترة، ولوحة أخرى للورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر, ولوحة للزعيم مصطفى كامل، ولوحة لهيئة التحكيم وهم: بطرس غالي باشا, واثنان من القضاة الإنجليز, ثم تمثال للشيخ حسن محفوظ شيخ القرية بجوار المشنقة وهو أول من نفذ فيه حكم الإعدام في الحادثة.

 

 وتبلغ صالات العرض بالمتحف 5 صالات وتضم مجموعة من اللوحات الفنية والتماثيل التي تجسد الحادثة، وتم ترتيبها ترتيبًا تاريخيًّا يحكي حادثة دنشواي تدريجيًّا وفقًا للتسلسل التاريخي الذي أعده الدكتور يونان لبيب رزق.

 

الصالتان الأولى والثانية بها أعمال تمثل وصول الضباط الإنجليز دنشواي لصيد الحمام واصطدامهم بالفلاحين ومقتل الكابتن "بول" واشتعال الحرائق في أحد أجران القمح ومحاولة الأهالي إطفاءها.

 

وفي الصالتين الثالثة والرابعة مجموعة لوحات تمثل المحاكمة وأعضاء هيئة المحكمة وعمليات الشنق والجلد والنطق بالأحكام وأخيرًا تنفيذ الأحكام على الفلاحين.

 

أما الصالة الخامسة فتضم لوحة وتمثالاً للزعيم مصطفى كامل وتنديده بممارسات الاحتلال الإنجليزي، ولوحة قرار العفو عن المتهمين المحكوم عليهم بالسجن من جانب الخديوي عباس حلمي.

 

ويضم المتحف مسرحًا مكشوفًا يستعمل في إقامة الاحتفالات والندوات والأمسيات، وضع في خلفيته نموذج للمشنقة التي شنق عليها فلاحو دنشواي، وعلى يمينها تمثالاً للفلاح المصري مقيدًا بالسلاسل، وعلى يسارها تمثال "دنشواي تتألم" والذي يعبر عن دنشواي على هيئة سيدة ترفع يدها إلى السماء تدعو على الإنجليز، أما في مقدمة المسرح فيوجد تمثال العسكري الإنجليزي ثم تمثال دنشواي "إرادة وحياة".

 

وتوجد بالمتحف صالة للفنون التشكيلية تضم عددًا من الصور الفوتوغرافية والتي تمثل بعض أحداث معركة دنشواي وصور الشهداء من الفلاحين، وهذه الصالة تفتح أبوابها أمام الموهوبين في الرسم والنحت لممارسة هوايتهم.

 

ويتضمن المتحف مخطوطات خاصة بحادثة دنشواي التي وقعت في 13 يونيو عام 1906 ومجموعة من اللوحات التي أبدعها الفنانون بالإضافة إلى 6 صور فوتوغرافية تمثل بعض أحداث معركة دنشواي وقد حصل المتحف عليها من أحد المواطنين هدية, كما يوجد بالمتحف الآلات التاريخية التي استعملت في الزراعة في حينها مثل الشادوف والناعور.